" أأنتم أنزلتموه من المزن " أي السحاب ، الواحدة مزنة ، فقال الشاعر :
فنحن كماء المُزن ما في نصابنا *** كَهَامٌ ولا فينا يُعَدُّ بخيل{[14668]}
وهذا قول ابن عباس ومجاهد وغيرهما أن المزن السحاب . وعن ابن عباس أيضا والثوري : المزن السماء والسحاب . وفي الصحاح : أبو زيد : المزنة السحابة البيضاء والجمع مزن ، والمزنة المطرة ، قال :
ألم تر أن الله أنزل مُزْنَةً *** وعُفْرُ الظباء في الكِنَاسِ تَقَمَّعُ{[14669]}
" أم نحن المنزلون " أي : فإذا عرفتم بأني أنزلته فلم لا تشكروني بإخلاص العبادة لي ؟ ولم تنكرون قدرتي على الإعادة ؟ .
ولما كان عنصره في{[62200]} جهة العلو ، قال منكراً عليهم مقرراً لهم : { أءنتم أنزلتموه } ولما كان الإنزال قد يطلق على مجرد إيجاد الشيء النفيس ، وكان السحاب من عادته المرور مع الريح لا يكاد يثبت ، عبر بقوله تحقيقاً لجهة العلو وتوقيفاً على موضع النعمة في إثباته إلى أن يتم حصول النفع به : { من المزن } أي السحاب المملوء الممدوح الذي شأنه الإسراع في المضي ، وقال الأصبهاني ، و{[62201]}قيل : السحاب الأبيض خاصة ، وهو أعذب ماء { أم نحن } أي خاصة ، وأكد بذكر الخبر وهو لا يحتاج إلى ذكره في أصل المعنى فقال : { المنزلون * } أي له ، رحمة لكم{[62202]} وإحساناً إليكم بتطييب عيشكم على ما لنا من مقام العظمة الذي شأنه الكبر والجبروت وعدم المبالاة بشيء ، والآية من الاحتباك بمثل ما مضى في الآيتين السابقتين سواء .
قوله : { أأنتم أنزلتموه من المزن } المزن ، معناه السحاب أو أبيض السحاب ، والقطعة الواحدة منه ، المزنة{[4448]} أي أأنتم أنزلتم ههذا المطر النقي الطهور من السحاب في السماء ، إنكم لا تقدرون على شيء من ذلك { أم نحن المنزلون } نحن أنزلنا إليكم من السماء وليس من أحد غيرنا ، قادرا أن ينزله من السماء إلى الأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.