اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ} (69)

{ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ المزن } .

أي : السحاب ، وهو اسم جنس ، واحدهُ : مزنة .

قال : [ المتقارب ]

فَلاَ مُزْنَةٌ ودَقَتْ ودقَهَا *** ولا أرْضَ أبْقَلَ إبْقالَهَا{[55017]}

وعن ابن عباس ومجاهد وغيرهما أيضاً والثوري : المُزْن : السَّماء والسَّحاب{[55018]} .

وقال أبو زيد : المُزنة : السحابة البيضاء ، والجمع مزن .

والمُزْنة : المطرة .

قال : [ الطويل ]

ألَمْ تَرَ أنَّ اللَّهَ أنْزَلَ مُزْنَةً *** وعُفْرُ الظِّباءِ في الكناسِ تَقَمَّعُ{[55019]}

وقوله : { أَمْ نَحْنُ المُنزلون } .

أي : إذا عرفتم بأني أنزلته فلم لا تشكروني بإخلاص العبادة لي ، ولم تنكروا قُدرتي على الإعادة ؟{[55020]} .


[55017]:ينظر المصدر السابق.
[55018]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (11/655).
[55019]:البيت "لأوس بن حجر". ينظر ديوانه ص (57)، وإصلاح المنطق ص 49، واللسان (مزن) والقرطبي 17/143.
[55020]:ينظر: القرطبي 17/143.