في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ} (91)

69

لقد أسرع إلى آلهتهم المدعاة . وأمامها أطايب الطعام وبواكير الثمار . فقال في تهكم : ( ألا تأكلون ? ) . . ولم تجبه الأصنام بطبيعة الحال .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ} (91)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{فراغ إلى آلهتهم} إلى الصنم الكبير وهو في بيت.

{فقال} للآلهة {ألا تأكلون} الطعام الذي بين أيديكم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"فَرَاغَ إلى آلِهَتِهمْ" يقول تعالى ذكره: فمال إلى آلهتهم بعد ما خرجوا عنه وأدبروا، وأرى أن أصل ذلك من قولهم: راغ فلان عن فلان: إذا حاد عنه، فيكون معناه إذا كان كذلك: فراغ عن قومه والخروج معهم إلى آلهتهم... أما أهل التأويل فإنهم فسّروه بمعنى فمَال... عن قتادة "فَرَاغَ إلى آلِهَتِهِم": أي فمال إلى آلهتهم.

وقوله: "فَقالَ ألاَ تأكُلُونَ ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ "هذا خبر من الله عن قيل إبراهيم للآلهة، وفي الكلام محذوف استغني بدلالة الكلام عليه من ذكره، وهو: فقرّب إليها الطعام فلم يرها تأكل، فقال لها: "ألا تَأْكُلُونَ" فلما لم يرها تأكل قال لها: مالكم لا تأكلون، فلم يرها تنطق، فقال لها: "ما لَكُمْ لا تَنْطِقُونَ" مستهزئا بها، وكذلك ذكر أنه فعل بها، وقد ذكرنا الخبر بذلك فيما مضى قبلُ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فراغ إلى ما اتخذوها وسمّوها آلهة، ذكر على ما عندهم وعلى ما اتخذوا هم، وإلا لم يكونوا آلهة، وكذلك قول موسى: {وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا} [طه: 97].

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وإنما مال إليها بحدة غضبا على عابديها.

"فقال ألا تأكلون" إنما جاز أن يخاطب الجماد بذلك؛ تنبيها على أن من لا يتكلم ولا يقدر على الجواب كيف تصح عبادتها، فأجراها مجرى من يفهم الكلام.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{فراغ} أي ذهب في خفية برشاقة وخفة، ونشاط وهمة...

{إلى آلهتهم} أي أصنامهم التي زعموها آلهة، وقد وضعوا عندها طعاماً، فخاطبها مخاطبة من يعقل لجعلهم إياها بذلك في عداد من يعقل {فقال} منكراً عليها متهكماً بها ظاهراً وموبخاً لقومه حقيقة: {ألا تأكلون}

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَرَاغَ إِلَىٰٓ ءَالِهَتِهِمۡ فَقَالَ أَلَا تَأۡكُلُونَ} (91)

قوله تعالى : " فراغ إلى آلهتهم " قال السدي : ذهب إليهم . وقال أبو مالك : جاء إليهم . وقال قتادة : مال إليهم . وقال الكلبي : أقبل عليهم . وقيل : عدل . والمعنى متقارب . فراغ يروغ روغا وروغانا إذا مال . وطريق رائغ أي مائل . وقال الشاعر :

ويُريك من طرف اللسان حلاوة *** ويروغُ عنك كما يَرُوغُ الثَّعْلَبُ

فقال : " ألا تأكلون " فخاطبها كما يخاطب من يعقل ؛ لأنهم أنزلوها بتلك المنزلة . وكذا قيل : كان بين يدي الأصنام طعام تركوه ليأكلوه إذا رجعوا من العيد ، وإنما تركوه لتصيبه بركة أصنامهم بزعمهم . وقيل : تركوه للسدنة . وقيل : قرب هو إليها طعاما على جهة الاستهزاء ، فقال : " ألا تأكلون ما لكم لا تنطقون " .