في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ثُمَّ أَخَذۡتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (26)

15

وهنا يعرض على المشركين مصائر المكذبين . لعلهم يحذرون :

( ثم أخذت الذين كفروا ) . .

ويسأل سؤال تعجيب وتهويل :

( فكيف كان نكير ? ) . .

ولقد كان النكير شديداً ، وكان الأخذ تدميراً . فليحذر الماضون على سنة الأولين ، أن يصيبهم ما أصاب الأولين !

إنها لمسة قرآنية ينتهي بها هذا المقطع . وتختم بها هذه الجولة . ثم تبدأ جولة جديدة في واد جديد . .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{ثُمَّ أَخَذۡتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (26)

" ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير " أي كيف كانت عقوبتي لهم . وأثبت ورش عن نافع وشيبة الياء في " نكيري " حيث وقعت في الوصل دون الوقف . وأثبتها يعقوب في الحالين ، وحذفها الباقون في الحالين . وقد مضى هذا كله ، والحمد لله .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{ثُمَّ أَخَذۡتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۖ فَكَيۡفَ كَانَ نَكِيرِ} (26)

ولما سلاه ، هدد من خالفه وعصاه بما فعل في تلك الأمم فقال ، صارفاً القول إلى الإفراد دفعاً لكل لبس ، مشيراً بأداة التراخي إلى أن طول الإمهال ينبغي أن يكون سبباً للإنابة لا للاغترار بظن الإهمال : { ثم أخذت } أي بأنواع الأخذ { الذين كفروا } أي ستروا تلك الآيات المنيرة بعد طول صبر الرسل عليهم ودعائهم لهم . ولما كان أخذ من قص أخباره منهم عند العرب شهيراً ، وكان على وجوه من النكال معجبة ، سبب عنه السؤال بقوله : { فكيف كان نكير * } أي إنكاري عليهم ، أي أنه إنكار يجب السؤال عن كيفيته لهوله وعظمه ، والمعنى كما قال القشيري : ولئن أصروا على سنتهم في الغي فلن تجد لسنتنا تبديلاً في الانتقام والخزي .