الميمنة : طريق النجاة والسعادة .
أولئك الذين آمنوا وأعتقوا الرقاب ، أو أطعموا اليتامى الأقارب لهم ، أو أطعموا المساكين المحتاجين ، هؤلاء أصحاب الميمنة ، أي أصحاب اليمين في الجنة ، كما مرّ في سورة الواقعة أن الناس يوم القيامة ثلاثة فرق :
قال تعالى : وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين* في سدر مخضود* وطلح منضود* وظل ممدود* وماء مسكوب* وفاكهة كثيرة* لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش مرفوعة* إنّا أنشأناهن إنشاء* فجعلناهن أبكارا* عربا أترابا* لأصحاب اليمين . ( الواقعة : 27-38 ) .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم قال : { أولئك } يعني الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، وتواصوا بالصبر ، وتواصوا بالمرحمة هم { أصحاب الميمنة } آية الذين يؤتون كتبهم بأيمانهم يوم القيامة ،...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
الذين فعلوا هذا الأفعال التي ذكرتها ، من فكّ الرقاب ، وإطعام اليتيم ، وغير ذلك ، أصحاب اليمين ، الذين يؤخذ بهم يوم القيامة ذات اليمين إلى الجنة .
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي أصحاب الميامن ، وهم أهل اليُمن . ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ أولئك } أي العظماء الكبراء العالو المنزلة ، ولم يأت بضمير الفصل كما يأتي لأضدادهم ليخلص الفعل له سبحانه وتعالى من غير نظر إلى ضمائرهم الدالة على جبلاتهم لأنه هو الذي جبلها ، وأغنى عنه بالإشارة الدالة على علو مقامهم وبعد مرامهم { أصحاب الميمنة } أي الجانب الذي فيه اليمن والبركة والنجاة من كل هلكة بقسميهم من السابقين المقربين وأصحاب اليمين الأبرار ....
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
لَمَّا نوه بالذين آمنوا أعقب التنويه بالثناء عليهم وبشارتهم مفتَتحاً باسم الإِشارة لتمييزهم أكمل تمييز لإِحضارهم بصفاتهم في ذهن السامع ، مع ما في اسم الإِشارة من إرادة التنويه والتعظيم .
و { الميمنة } جهة اليمين ، فهي مَفْعَلة للمكان مأخوذة من فعل يَمَنَه ( فعلاً ماضياً ) إذا كان على يمينه ، أي على جهة يده اليمنى ، أو مأخوذة من يَمَنَه اللَّهُ يُمْناً ، إذا بَاركه ، وإحدى المادتين مأخوذة من الأخرى ، قيل : سميت اليد اليمنى يميناً ويُمنى لأنها أعود نفعاً على صاحبها في يسْر أعماله...
ولما كانت جهة اليمين جهة مكرمة تعارفوا الجلوس على اليمين في المجامع كرامةً للجالس ، وجعلوا ضدهم بعكس ذلك . وقد أبطله الاسلام فكان الناس يجلسون حين انتهى بهم المجلس .
وسمّي أهل الجنة { أصحاب الميمنة } و { أصحاب اليمين } [ الواقعة : 27 ] وسمي أهل النار { أصحاب المشأمة } و { أصحاب الشمال } في سورة الواقعة ( 41 ) ، فقوله : { أولئك أصحاب الميمنة } أي أصحاب الكرامة عند الله .
وقوله : { هم أصحاب المشأمة } أي هم محقرون . وذلك كناية مبنية على عرف العرب يومئذ في مجالسهم . ولا ميمنة ولا مشأمة على الحقيقة لأن حقيقة الميمنة والمشأمة تقتضيان حَيِّزاً لمن تُنسَب إليه الجهةُ .
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
( اُولئك أصحاب الميمنة ) . فصحيفة أعمالهم تسلّم إليهم ، في محضر اللّه سبحانه وتعالى ، بيدهم اليمنى . ...
ولما كان ذلك من معالي الأخلاق ، وموجبات الفواق والوفاق ، كانت نتيجته لا محالة : { أولئك } أي العظماء الكبراء العالو المنزلة ، ولم يأت بضمير الفصل كما يأتي لأضدادهم ليخلص الفعل له سبحانه وتعالى من غير نظر إلى ضمائرهم الدالة على جبلاتهم لأنه هو الذي جبلها ، وأغنى عنه بالإشارة الدالة على علو مقامهم وبعد مرامهم { أصحاب الميمنة * } أي الجانب الذي فيه اليمن والبركة والنجاة من كل هلكة بقسميهم من السابقين المقربين وأصحاب اليمين الأبرار ، كما مضى شرحه في سورة الواقعة . وهذا تعريض بذلك الذي أتلف ماله في المنافسة . والمشاققة والمعاكسة .