محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{أُوْلَـٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ} (18)

{ أولئك أصحاب الميمنة } أي اليمن أو جهة اليمن التي فيها السعداء .

تنبيه : قال القاشاني يشير قوله تعالى { فلا اقتحم العقبة } الآيات ، إلى قهر النفس بتكلف الفضائل والتزام سلوك طريقها واكتسابها حتى يصير التطبع طبعا ، ثم قال الإطعام خصوصا وقت شدة الاحتياج للمستحق الذي هو وضع في موضعه من باب فضيلة العفة ، بل أفضل أنواعها والإيمان من فضيلة الحكمة وأشرف أنواعها وأجلها وهو الإيمان العلمي اليقيني والصبر على الشدائد من أعظم أنواع الشجاعة ، وأخره عن الإيمان لامتناع حصول فضيلة الشجاعة بدون اليقين و { المرحمة } أي التراحم والتعاطف من أفضل أنواع العدالة فانظر كيف عدد أجناس الفضائل الأربع التي يحصل بها كمال النفس بدأ بالعفة التي هي أولى الفضائل وعبر عنها بمعظم أنواعها وأخص خصالها الذي هو السخاء ثم أورد الإيمان الذي هو أصل والأساس وجاء بلفظة { ثم } لبعد مرتبته عن الأولى في الارتفاع والعلو وعبر عن الحكمة به لكونه أم سائر مراتبها وأنواعها ثم رتب عليه الصبر لامتناعه بدون اليقين وأخر العدالة التي هي نهايتها واستغنى بذكر المرحمة التي هي صفة الرحمن عن سائر أنواعها كما استغنى بذكر الصبر عن سائر أنواع الشجاعة .