68- { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ } .
أخبروني عن الماء الذي تشربون ، وهو نعمة كبرى لا يستغني عنه إنسان .
قال تعالى : { لكم منه شراب ومنه شجر فيه تُسيمون } . ( النحل : 10 ) .
ومن الماء يشرب الإنسان والحيوان والزرع .
قال تعالى : { وجعلنا من الماء كل شيء حي . . . } ( الأنبياء : 30 ) .
روى ابن أبي حاتم ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا شرب الماء قال : " الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ، ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا " .
قوله تعالى : " أفرأيتم الماء الذي تشربون " لتحيوا به أنفسكم ، وتسكنوا به عطشكم ، لأن الشراب إنما يكون تبعا للمطعوم ، ولهذا جاء الطعام مقدما في الآية قبل ، ألا ترى أنك تسقي ضيفك بعد أن تطعمه . الزمخشري : ولو عكست قعدت تحت قول أبي العلاء :
إذا سُقِيَتْ ضيوفُ الناس مَحْضًا *** سَقَوْا أضيافهم شَبِماً زُلاَلاَ{[14667]}
ولما وقفهم على قدرته في الزرع مع وجود أسبابه ، وقدمهم بشدة إليه ، وكان ربما ألبس نوع لبس لأن لهم فيه سبباً في الجملة ، أتبعه التوقيف على قدرته على التصرف في سببه الذي هو الماء الذي لا سبب لهم في شيء من أمره أصلاً ، فقال مسبباً عما أفادهم هذا التنبيه مذكراً{[62196]} بنعمة الشرب{[62197]} الذي يحوج إليه الغذاء : { أفرءيتم } أي أخبروني هل رأيتم بالبصر أو البصيرة ما نبهنا عليه مما مضى في المطعم وغيره ، أفرأيتم { الماء } ولما كان منه ما لا يشرب ، وكانت النعمة في المشروب أعظم ، قال واصفاً له بما أغنى عن وصفه بالعذوبة ، وبين موضع النعمة التي {[62198]}لا محيد عنها فقال{[62199]} : { الذي تشربون * }
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.