نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلۡمَآءَ ٱلَّذِي تَشۡرَبُونَ} (68)

ولما وقفهم على قدرته في الزرع مع وجود أسبابه ، وقدمهم بشدة إليه ، وكان ربما ألبس نوع لبس لأن لهم فيه سبباً في الجملة ، أتبعه التوقيف على قدرته على التصرف في سببه الذي هو الماء الذي لا سبب لهم في شيء من أمره أصلاً ، فقال مسبباً عما أفادهم هذا التنبيه مذكراً{[62196]} بنعمة الشرب{[62197]} الذي يحوج إليه الغذاء : { أفرءيتم } أي أخبروني هل رأيتم بالبصر أو البصيرة ما نبهنا عليه مما مضى في المطعم وغيره ، أفرأيتم { الماء } ولما كان منه ما لا يشرب ، وكانت النعمة في المشروب أعظم ، قال واصفاً له بما أغنى عن وصفه بالعذوبة ، وبين موضع النعمة التي {[62198]}لا محيد عنها فقال{[62199]} : { الذي تشربون * }


[62196]:- من ظ، وفي الأصل: مذكر.
[62197]:- من ظ، وفي الأصل: الرب.
[62198]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.
[62199]:- سقط ما بين الرقمين من ظ.