15- { أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
هيأ الله لهم يوم القيامة عذابا أليما ، حيث قال تعالى : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا } . ( النساء : 145 ) .
وذلك بسبب سوء فعالهم وغشهم للمسلمين ومعاداتهم ، ونصحهم للكافرين وموالاتهم ، ألا ساء ما فعلوا من الأعمال القبيحة ، والتلون والخداع والكذب ، وإن ذا الوجهين لا يكون وجيها عند الله .
فجزاء هؤلاء الخونة الفجرة الكذبة ، أن الله أعد لهم عذابا شديدا ، لا يقادر قدره ، ولا يعلم وصفه ، إنهم ساء ما كانوا يعملون ، حيث عملوا بما يسخط الله{[1020]} ويوجب عليهم العقوبة واللعنة .
ولما أخبر عن حالهم ، أتبعه الإخبار عن مآلهم ، فقال دالاًّ - كما{[63424]} قال القشيري - على أن{[63425]} - من وافق مغضوباً عليه أشرك نفسه في استحقاق غضب من هو غضبان عليه ، فمن تولى مغضوباً عليه من قبل الله استوجب غضب الله{[63426]} وكفى بذلك هواناً و{[63427]}حزناً وحرماناً ، معبراً بما دل على أنه أمر قد فرغ منه : { أعد الله } أي الذي له العظمة الباهرة فلا كفوء له ، وعبر بما دل على التهكم بهم فقال :{ لهم عذاباً }أي أمراً قاطعاً{[63428]}لكل عذوبة { شديداً }يعلم من{[63429]} رآه ورآهم{[63430]} أن ذواتهم متداعية إليه ضعيفة عنه .
ولما أخبر بعذابهم ، علله{[63431]} بما دل على{[63432]} أنه واقع في أتم مواقعه ، فقال مؤكداً تقبيحاً على من كان يستحسن أفعالهم{[63433]} : { إنهم ساء } أي بلغ الغاية مما يسوء ، ودل على أن ذلك كان لهم كالجبلة بقوله : { ما كانوا يعملون * } أي يجددون عمله مستمرين عليه لا ينفكون عنه من غشهم المؤمنين ونصحهم الكافرين وعيبهم للإسلام وأهله ، واجترائهم على الأيمان الكاذبة ، وأصروا على ذلك حتى زادهم التمرن عليه جرأة على{[63434]} جميع المعاصي .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.