يبدأ المشهد بمنظرين متقابلين تمام التقابل في المجموع وفي الأجزاء ، وفي السمات والهيئات : منظر( المتقين )لهم ( حسن مآب ) . ومنظر( الطاغين )لهم ( شر مآب ) . فأما الأولون فلهم جنات عدن مفتحة لهم الأبواب . ولهم فيها راحة الاتكاء ، ومتعة الطعام والشراب . ولهم كذلك متعة الحوريات الشواب . وهن مع شبابهن ( قاصرات الطرف )لا يتطلعن ولا يمددن بأبصارهن . وكلهن شواب أتراب .
قاصرات الطرف : حابسات عيونهنّ على أزواجهن .
52-{ وعندهم قاصرات الطرف أتراب } .
وعند أهل الجنة زوجات ، قصرن أبصارهن على أزواجهن ، فلا ينظرن إلى سواهم ، أو قصرن أبصار أزواجهن عليهنّ لجمالهن الفائق ، وهؤلاء الزوجات { أتراب } . أي : لدات متشابهات ، متساويات في السنّ ، في حسن يوسف ، وكلهن شابات ، أبناء 33 ، ليس بينهن عجوز ، وذلك يستدعي محبة بعضهن لبعض ، وفي ذلك راحة لأزواجهن ، فإن تباغض الضرائر بسبب الفوارق في الحسن بينهنّ يُنغص عيش الأزواج ، فلذا تشابهن في الحسن والطباع ، حتى تصفوا الحياة في الجنة ، وقيل : إن التساوي بينهن وبين أزواجهن ، وذلك أشمل وأكمل ، وأبعث على قصر الزوجات أبصارهن على أزواجهنّ .
وقال تعالى : { وعندهم قاصرات الطرف عين * كأنهن بيض مكنون } . [ الصافات : 48-49 ] .
ومعنى : { عين } . واسعات العيون حسانها ، كأنهن بيض النعام ، تكنّه النعمة بريشها من الريح والغبار .
والآية في الزوجات الآدميات . ا ه .
أي : إن الله يعيد إلى الزوجات والأزواج الشباب والجمال والمساواة في السنّ ، فهم جميعا أبناء 33 .
لما كان الأكل والشرب داعيين إلى النساء لا سيما مع الراحة قال : { وعندهم } أي لهم من غير مفارقة أصلاً . ولما كان سياق الامتنان مفهماً كثرة الممتن به لا سيما إذا كان من العظيم ، أتى بجمع القلة مريداً به الكثرة لأنه أشهر وأوضح وأرشق من " قواصر " المشترك بين جمع قاصر وقوصرة - بالتشديد والتخفيف - لوعاء التمر فقال : { قاصرات } ولما كن على خلق واحد في العفة وكمال الجمال وحد فقال : { الطرف } أي طرفهن لعفتهن وطرف أزواجهن لحسنهن ، ولما لم تنقص صيغة جمع القلة المعنى ، لكونه في سياق المدح والامتنان ، وكان يستعار للكثرة ، أتى على نمط الفواصل بقوله : { أتراب * } أي على سن واحد مع أزواجهن وهو الشباب ، سمي القرين ترباً لمس التراب جلده وجلد قرينه في وقت واحد ، قال البغوي : بنات ثلاث وثلاثين سنة ، لأن ذلك ادعى للتآلف فإن التحاب بين الأقران أشد وأثبت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.