ثم يمضي السياق في السخرية منهم ، فيصورهم منطلقين ، يتحدثون في خفوت ، زيادة في إحكام التدبير ، ليحتجنوا الثمر كله لهم ، ويحرموا منه المساكين !
فانطلقوا وهم يتخافتون : ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ! ! !
وكأنما نحن الذين نسمع القرآن أو نقرؤه نعلم ما لا يعلمه أصحاب الجنة من أمرها . . أجل فقد شهدنا تلك اليد الخفية اللطيفة تمتد إليها في الظلام ، فتذهب بثمرها كله . ورأيناها كأنما هي مقطوعة الثمار بعد ذلك الطائف الخفي الرهيب ! فلنمسك أنفاسنا إذن ، لنرى كيف يصنع الماكرون المبيتون . ذ
يتخافتون : يتشاورون فيما بينهم بطريق المخافتة والمناجاة ، حتى لا يسمعهم أحد .
23 ، 24- فانطلقوا وهم يتخافتون* أن لا يدخلنّها اليوم عليكم مسكين .
وانطلقوا إلى عملهم ، يتشاورون في سرية وصوت منخفض ، ويوصّى بعضا بعضا بأن البستان لنا وحدنا ، ولم يعد فيه حق لمسكين أو فقير ، فأغلقوا أبوابه ، مع توصية الحرّاس ألا يدخلوا أي مسكين إلى الجنة .
قوله تعالى : " فانطلقوا وهم يتخافتون " أي يتسارُّون ، أي يخفون كلامهم ويسرونه لئلا يعلم بهم أحد ، قاله عطاء وقتادة . وهو من خفت يخفت إذا سكن ولم يبين . كما قال دريد بن الصمة :
وإني لم أهلك سُلالا ولم أمت *** خُفَاتاً وكلاًّ ظنَّهُ بِيَ عُوَّدِي
وقيل : يخفون أنفسهم من الناس حتى لا يروهم . وكان أبوهم يخبر الفقراء والمساكين فيحضروا وقت الحصاد والصرام .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.