في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ} (12)

وإلى جانب هذا الهول في مشاهد الكون ، تعرض السورة أمرا عظيما آخر مؤجلا إلى هذا اليوم . . فهو موعد الرسل لعرض حصيلة الدعوة . دعوة الله في الأرض طوال الأجيال . . فالرسل قد أقتت لهذا اليوم وضرب لها الموعد هناك ، لتقديم الحساب الختامي عن ذلك الأمر العظيم الذي يرجح السماوات والأرض والجبال . للفصل في جميع القضايا المعلقة في الحياة الأرضية ، والقضاء بحكم الله فيها ، وإعلان الكلمة الأخيرة التي تنتهي إليها الأجيال والقرون . .

وفي التعبير تهويل لهذا الأمر العظيم ، يوحي بضخامة حقيقته حتى لتتجاوز مدى الإدراك :

( وإذا الرسل أقتت . لأي يوم أجلت ? ليوم الفصل . وما أدراك ما يوم الفصل ? ) . .

وظاهر من أسلوب التعبير أنه يتحدث عن أمر هائل جليل . فإذا وصل هذا الإيقاع إلى الحس بروعته وهوله ، الذي يرجح هول النجوم المطموسة والسماء المشقوقة والجبال المنسوفة . ألقى بالإيقاع الرعيب ، والإنذار المخيف :

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ} (12)

1

المفردات :

أقّتت : عيّن لها الوقت الذي تحضر فيه للشهادة على أممها .

أجّلت : أخّرت وأمهلت .

الفصل : القضاء بين الخلائق بأعمالهم : إمّا إلى الجنة ، وإمّا إلى النار .

التفسير :

11 ، 12 ، 13 ، 14- وإذا الرّسل أقّتت* لأي يوم أجلت* ليوم الفصل* وما أدراك ما يوم الفصل .

وإذا جمع الله الرسل ، وجعل لهم وقتا محدّدا للفصل بين كل رسول وقومه ، لتعذيب من كذّب الرسل ، وإثابة من نصرهم وناصرهم .

قال تعالى : يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علاّم الغيوب . ( المائدة : 109 ) .

ثم تساءل القرآن : لماذا لم يفصل الله بين الرسل وأقوامهم في الدنيا ؟ ولأي وقت أجّل هذا الفصل ؟

والاستفهام هنا للتهويل والتعظيم ليوم القيامة .

لأي يوم أجّلت : لأي وقت أجّل الفصل بين الرسل وأقوامهم ؟

ليوم الفصل* وما أدراك ما يوم الفصل .

أي : أجّلت عقوبة المكذبين بالرسل ، ومثوبة المصدّقين ، ليوم الفصل بين الناس ، ما أعلمك بالهول في يوم الفصل ؟ فالاستفهام للتهويل والتفخيم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ} (12)

أ ُجلت : أخِّرت .

لأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ} (12)

قوله تعالى : " لأي يوم أجلت " أي أخرت ، وهذا تعظيم لذلك اليوم فهو استفهام على التعظيم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِأَيِّ يَوۡمٍ أُجِّلَتۡ} (12)

ولما ذكر تغيير السماء والأرض ، ذكر ما{[70852]} فعل ذلك لأجله فقال : { وإذا الرسل } أي الذي أنذروا الناس ذلك اليوم فكذبوهم { أقتت * } أي بلّغها الذي لا قدير{[70853]} سواه بأيسر أمر ميقاتَها الذي كانت تنتظره ، وهو وقت قطع الأسباب وإيقاع الرحمة والثواب للأحباب والنقمة والعقاب للأعداء بشهادتهم بعد جمعهم على الأمم بما كان منهم من الجواب ، وحذف العامل في " إذا " تهويلاً له{[70854]} لتذهب النفس فيه كل مذهب ، فيمكن أن يكون تقديره : وقع ما توعدون فرأيتم من هذا الوعيد ما لا يحتمل ولا يثبت لوصفه العقول ، وعلى ذلك دل قوله {[70855]}ملقناً لما{[70856]} ينبغي أن يقال : وهو{[70857]} { لأيّ يوم } أي عظيم { أجلت * } أي وقع تأجيلها به ، بناه للمفعول لأن المقصود تحقيق الأجل لا كونه من معين ، وتنبيهاً على أن المعين له معلوم{[70858]} أنه الله الذي لا يقدر عليه سواه{[70859]} ،


[70852]:زيد في الأصل: كان سبب، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70853]:من ظ و م، وفي الأصل: لا قدر.
[70854]:من ظ و م، وفي الأصل: لهم.
[70855]:من ظ و م، وفي الأصل: ملقا على ما.
[70856]:من ظ و م، وفي الأصل: ملقا على ما.
[70857]:من ظ و م، وفي الأصل: هي.
[70858]:زيد في الأصل: وقت، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70859]:زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.