{ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .
إن هذا النعيم المعنوي الذي يتحقق بقربهم من ربهم ، والنعيم الحسي الذي يتحقق بالنعيم في الجنة والأسرّة والولدان ، والأكواب والأباريق والخمر ، والفاكهة ولحم الطير ، والحور العين المحفوظة لهم ، هذا النعيم المتنوع في التكريم هو الجزاء الحسن على أعمال صالحة قدموها في الدنيا ، كما قال تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } . ( الرحمن : 60 ) .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
هذا الذي ذكر لهم في الآخرة {جزاء بما كانوا يعملون} في الدنيا...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
قوله:"جَزَاءً بِمَا كانُوا يَعْمَلُونَ "يقول تعالى ذكره: ثوابا لهم من الله بأعمالهم التي كانوا يعملونها في الدنيا، وعوضا من طاعتهم إياه...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
{جزاء بما كانوا يعملون} إن الله تعالى ذكر للأعمال جزاء كأنهم عملوا له فضلا منهم و كرما في حق عباده، وإن كانوا في الحقيقة عاملين لأنفسهم كقوله تعالى: {إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} [الإسراء: 7]...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
{جزاء بما كانوا يعملون} أي هذه الرتب والنعم هي لهم بحسب أعمالهم...
{جزاء بما كانوا يعملون}. وفي نصبه وجهان (أحدهما) أنه مفعول له وهو ظاهر تقديره فعل بهم هذا ليقع جزاء وليجزون بأعمالهم.
وعلى هذا فيه (لطيفة) وهي أن نقول: المعنى أن هذا كله جزاء عملكم وأما الزيادة فلا يدركها أحد منكم.
(وثانيهما) أنه مصدر لأن الدليل على أن كل ما يفعله الله فهو جزاء فكأنه قال: تجزون جزاء.
وقوله: {بما كانوا} قد ذكرنا فائدته في سورة الطور وهي أنه تعالى قال في حق المؤمنين: {جزاء بما كانوا يعملون} وفي حق الكافرين: {إنما تجزون ما كنتم تعملون} إشارة إلى أن العذاب عين جزاء ما فعلوا فلا زيادة عليهم، والثواب: {جزاء بما كانوا يعملون} فلا يعطيهم الله عين عملهم، بل يعطيهم بسبب عملهم ما يعطيهم، والكافر يعطيه عين ما فعل، فيكون فيه معنى قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها}...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{جزاء} أي فعل لهم ذلك لأجل الجزاء {بما كانوا} جبلة وطبعاً {يعملون} أي يجددون عمله على جهة الاستمرار...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(جزاء بما كانوا يعملون).. فهو مكافأة على عمل كان في دار العمل. مكافأة يتحقق فيها الكمال الذي كان ينقص كل المناعم في دار الفناء...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وبعد الحديث عن هذه المنح، والعطايا المادية الستّة، يضيف سبحانه: (جزاءً بما كانوا يعملون) كي لا يتصوّر أحد أنّ هذه النعم تعطى جزافاً، بل إنّ الإيمان والعمل الصالح هو السبيل لنيلها والحصول عليها، حيث يلزم للإنسان العمل المستمرّ الخالص حتّى تكون هذه الألطاف الإلهيّة من نصيبه.
" جزاء بما كانوا يعملون " أي ثوابا ونصبه على المفعول له . ويجوز أن يكون على المصدر ؛ لأن معنى " يطوف عليهم ولدان مخلدون " يجازون . وقد مضى الكلام في الحور العين في " والطور{[14636]} " وغيرها . وقال أنس : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله الحور العين من الزعفران ) وقال خالد بن الوليد : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الرجل من أهل الجنة ليمسك التفاحة من تفاح الجنة فتنفلق في يده فتخرج منها حوراء لو نظرت للشمس لأخجلت الشمس من حسنها من غير أن ينقص من التفاحة ) فقال له رجل : يا أبا سليمان إن هذا لعجب ولا ينقص من التفاحة ؟ قال : نعم كالسراج الذي يوقد منه سراج آخر وسرج ولا ينقص ، والله على ما يشاء قدير . وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : خلق الله الحور العين من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ، ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر ، ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب ، ومن عنقها إلى رأسها من الكافور الأبيض ، عليها سبعون ألف حلة مثل شقائق النعمان{[14637]} ، إذا أقبلت يتلألأ وجهها نورا ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا ، وإذا أدبرت يرى كبدها من رقة ثيابها وجلدها ، في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك الأذفر ، لكل ذؤابة منها وصيفة ترفع ذيلها وهي تنادي : هذا ثواب الأولياء " جزاء بما كانوا يعملون " [ السجدة : 17 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.