في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ} (34)

وهو يمهد بهذا الجرس العنيف للمشهد الذي يليه : مشهد المرء يفر وينسلخ من ألصق الناس به : ( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه ، وصاحبته وبنيه ) . . أولئك الذين تربطهم به وشائج وروابط لا تنفصم ؛ ولكن هذه الصاخة تمزق هذه الروابط تمزيقا ، وتقطع تلك الوشائج تقطيعا .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ} (34)

المفردات :

شأن : شغل .

يغنيه : يصرفه ويصدّه عن مساعدة ذوي قرابته .

التفسير :

34 ، 35 ، 36 ، 37- يوم يفرّ المرء من أخيه* وأمه وأبيه* وصاحبته وبنيه* لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه .

أي : إذا جاءت الصاخّة وهي القيامة ، في ذلك اليوم يفرّ المرء من أقرب الناس إليه ، بداية من الأخ ومرورا بالأم والأب ، ووصولا إلى الزوجة والأبناء ، مع أنه كان في الدنيا يفتديهم ويدفع عنهم السوء ، ويحاول أن يحل مشاكلهم ، ويشارك في سرّائهم وضرّائهم .

قال في التسهيل : ذكر تعالى فرار الإنسان من أحبابه ، ورتّبهم على مراتبهم في الحنوّ والشفقة ، فبدأ بالأقل ، وختم بالأكبر ، وذلك بذكر الأخ والأبوين لأنهما أقرب منه ، ثم بالصاحبة والبنين لأنهما أحب .

وجاء في غرائب القرآن : إن الفرار المعنيّ هو قلة الاهتمام بشأن هؤلاء ، بدليل قوله تعالى : لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . أي : يصرفه ويصدّه عن قرابته .

وروى ابن أبي حاتم ، والنسائي ، والترمذي ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تحشرون حفاة عراة مشاة غرلا ) أي : غير مختونين . فقالت امرأة : أينظر بعضنا بعضا ، أو يرى بعضنا عورة بعض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : ( يا فلانة ، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه . vi ( قال الترمذي : حديث حسن صحيح ) .

وفي الحديث الصحيح : ( إن الناس في هول القيامة يلهمون أن الشفاعة للأنبياء ، فيذهبون إلى آدم ، ثم إلى نوح ، ثم إلى إبراهيم ، ثم إلى موسى ، ثم إلى عيسى ، فيقول كل نبي : نفسي نفسي ، إن الجبار غضب اليوم غضبا شديدا لم يغضب قبله مثله ، فيذهبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول : ( أنا لها ، أنا لها ) ، ثم يؤتيه الله الشفاعة . vii .

في ذلك اليوم ينقسم الناس إلى فريقين : أهل الإيمان والتقوى ، ويقابلهم أهل الكفر والعصيان .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ} (34)

فإن المرء يهرب من أخيه .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ} (34)

{ يوم يفر المرء من أخيه } { وأمه وأبيه } { وصاحبته وبنيه } لا يلتفت إلى واحد منهم لشغله بنفسه وهو قوله { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } يشغله عن شأن غيره

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ} (34)

{ يفر المرء من أخيه } الآية : ذكر فرار الإنسان من أحبابه ورتبهم على ترتيبهم في الحنو والشفقة فبدأ فالأقل وختم بالأكثر لأن الإنسان أشد شفقة على بنيه من كل من تقدم ذكره وإنما يفر منهم لاشتغاله بنفسه ؛ وقيل : إن فراره منهم لئلا يطالبوه بالتبعات والأول أرجح وأظهر ، لقوله : { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَوۡمَ يَفِرُّ ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ} (34)

ولما كان وصفها بما يقع فيها أهيب ، قال مبدلاً من " إذا " ما يدل على جوابها من نحو : اشتغل كل بنفسه ولم يكن عنده فراغ ما لغيره : { يوم يفر المرء } أي الذي هو أعظم الخلق مروءة : ولما كان السياق للفرار ، قدم أدناهم رتبة في الحب والذب فأدناهم{[71772]} على سبيل الترقي ، وأخر الأوجب في ذلك فالأوجب بخلاف ما في " سأل " كما مضى فقال : { من أخيه } لأنه يألفه صغيراً وقد يركن إليه كبيراً مع طول الصحابة وشدة القرب في القرابة فيكون عنده في غاية العزة .


[71772]:زيد في الأصل: رتبة، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.