نحن نعلم أن منكم من يكذب بالقرآن ، ويدّعى أنه سحر أو شعر أو كهانة أو أساطير الأولين ، ولا يصدّق بأنه كلام رب العالمين ، أي نحن نعرف المكذبين ، ونعلم المصدّقين ، وسنجازي ونعاقب المكذبين كفرا وعنادا وجحودا .
كما قال تعالى : وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوّا . . . ( النمل : 14 ) .
وقال عز شأنه : فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون . ( الأنعام : 33 ) .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وإنا لنعلم} يا أهل مكة {أن منكم مكذبين}.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وإنا لنعلم أن منكم مكذّبين أيها الناس بهذا القرآن.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي بآياتي ورسلي ثم نمهلكم،، فهو صلة قوله: {ولو تقول علينا بعض الأقاويل} فبين أنه مع كذبهم بآياته ورسله يمهلهم، ولا يعجل عليهم بالعقوبة، ولو وجد التقول من الرسول لكان يستأصله، ويقطع وتينه. فهو على ما ذكرنا أن عذابه على خواص عباده أسرع وقوعا، إذا خالفوا، منه بأعدائه.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ومعناه التحذير من التكذيب بالحق وأنه ينبغي أن يتذكر أن الله تعالى يعلمه ويجازي عليه.
ثم قال: {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين} له بسبب حب الدنيا، فكأنه تعالى قال: أما من اتقى حب الدنيا فهو يتذكر بهذا القرآن وينتفع. وأما من مال إليها فإنه يكذب بهذا القرآن ولا يقربه.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
أي: مع هذا البيان والوضوح، سيوجد منكم من يكذب بالقرآن.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(وإنا لنعلم أن منكم مكذبين).. ولكن هذا لا يؤثر في حقيقة هذا الأمر، ولا يغير من هذه الحقيقة. فأمركم أهون من أن يؤثر في حقائق الأمور.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والمعنى: إنا بعثنا إليكم الرسول بهذا القرآن ونحن نعلم أنه سيكون منكم مكذبون له وبه، وعلمنا بذلك لم يصرفنا عن توجيه التذكير إليكم وإعادتِه عليكم {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيَّي عن بينة} [الأنفال: 42]، فقوبلت صفة القرآن التي تنفع المتقين بصفته التي تُضر بالكافرين على طريقة التضاد.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
ثمّ يضيف تعالى: (وإنّا لنعلم أنّ منكم مكذّبين). إنّ وجود المكذّبين المعاندين لم يكن مانعاً أبداً من الدليل على عدم حقّانيتهم. إنّ المتّقين وطلاّب الحقّ يتّعظون به، ويرون فيه سمات الحقّ، وإنّه عون لهم في الوصول إلى طريق الله سبحانه. وبناء على هذا فكما يجدر بالإنسان، بل يجب عليه أن يفتح عينه للاستفادة من إشعاع النور، فإنّ عليه كذلك أن يفتح عين قلبه للاستفادة من نور القرآن العظيم.
ولما علم من هذا أنه سبحانه عالم بقسمي المسيء والمحسن ظواهرهم وبواطنهم ، صرح بالقسم الآخر ، فقال مؤكداً لأجل إنكار الضلال : { وإنا } أي بما لنا من العظمة { لنعلم } أي علماً عظيماً محيطاً{[68216]} { أن منكم } أيها الأرضيون السفليون الذين ليس لهم أهلية العلو إلى تجريد الأرواح عن{[68217]} علائق الجسد الكثيفة { مكذبين * } أي عريقين{[68218]} في التكذيب فأنزلنا الكتب وأرسلنا الرسل ليظهر منكم إلى عالم{[68219]} الشهادة منها ما كنا نعمله{[68220]} في الأزل غيباً من تكذيب وإيمان فتستحقون بذلك العقاب أو الثواب ، فلذلك وجب في الحكمة التي لا يكذب بها أحد ولا يشك في أنها خاصة الملك المظهرة للكمال{[68221]} أن يعيد الخلق إلى ما كانوا عليه من أجسامهم قبل الموت لنحكم بينهم فنجازي كلاًّ بما يليق به إظهاراً للعدل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.