تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِنَّا لَنَعۡلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ} (49)

الآية 49 وقوله تعالى : { وإنا لنعلم أن منكم مكذبين } أي بآياتي ورسلي ثم نمهلكم{[21987]} ،

، فهو صلة قوله : { ولو تقول علينا بعض الأقاويل } [ الآية : 44 فبين أنه مع كذبهم بآياته ورسله يمهلهم ، ولا يعجل عليهم بالعقوبة ، ولو وجد التقول من الرسول لكان يستأصله ، ويقطع وتينه .

فهو على ما ذكرنا أن عذابه على خواص عباده أسرع وقوعا ، إذا خالفوا ، منه بأعدائه .

وجائز أن يكون [ قوله عز وجل ] {[21988]}{ وإنا لنعلم أن منكم مكذبين } هم المنافقون لأنهم كانوا يظهرون /594-ب/الموافقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنتهم ، ويخالفونه ، ويكذبونه ، بقلوبهم ، فيكون هذا التأويل راجعا إلى أهل النفاق .

والتأويل الأول إلى أهل الكفر الذين أظهروا التكذيب .


[21987]:من م، الأصل: يهلكهم.
[21988]:من م، ساقطة من الأصل.