في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا} (14)

11

( ذرني ومن خلقت وحيدا ) . .

والخطاب للرسول [ صلى الله عليه وسلم ] ومعناه خل بيني وبين هذا الذي خلقته وحيدا مجردا من كل شيء آخر مما يعتز به من مال كثير ممدود وبنين حاضرين شهود ونعم يتبطر بها ويختال ويطلب المزيد . خل بيني وبينه ولا تشغل بالك بمكره وكيده . فأنا سأتولى حربه . . وهنا يرتعش الحس ارتعاشة الفزع المزلزل ؛ وهو يتصور انطلاق القوة التي لا حد لها . . قوة الجبار القهار . . لتسحق هذا المخلوق المضعوف المسكين الهزيل الضئيل ! وهي الرعشة التي يطلقها النص القرآني في قلب القارئ والسامع الآمنين منها . فما بال الذي تتجه إليه وتواجهه !

ويطيل النص في وصف حال هذا المخلوق ، وما آتاه الله من نعمه وآلائه ، قبل أن يذكر إعراضه وعناده . فهو قد خلقه وحيدا مجردا من كل شيء حتى من ثيابه ! ثم جعل له مالا كثيرا ممدودا . ورزقه بنين من حوله حاضرين شهودا ، فهو منهم في أنس وعزوة . ومهد له الحياة تمهيدا ويسرها له تيسيرا . . ( ثم يطمع أن أزيد ) . . فهو لا يقنع بما أوتي ، ولا يشكر ويكتفي . . أم لعله يطمع في أن ينزل عليه الوحي وأن يعطى كتابا كما سيجيء في آخر السورة : ( بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة ) . . فقد كان ممن يحسدون الرسول[ صلى الله عليه وسلم ] على إعطائه النبوة .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا} (14)

11

المفردات :

ومهدت له تمهيدا : بسطت له الرياسة والجاه العريض .

التفسير :

3- ومهّدت له تمهيدا .

يسّرت له أسباب الجاه والسلطان ، والعزّ والسيادة ، فكان في قريش عزيزا منيعا ، وسيدا مطاعا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا} (14)

{ ومهدت له تمهيدا } بسطت له في العيش والمال بسطا

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا} (14)

قوله تعالى : " ومهدت له تمهيدا " أي بسطت له في العيش بسطا ، حتى أقام ببلدته مطمئنا مترفها يرجع إلى رأيه . والتمهيد عند العرب : التوطئة والتهيئة ، ومنه مهد الصبي . وقال ابن عباس : " ومهدت له تمهيدا " أي وسعت له ما بين اليمن والشام وقاله مجاهد . وعن مجاهد أيضا في " ومهدت له تمهيدا " أنه المال بعضه فوق بعض كما يمهد الفراش .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَمَهَّدتُّ لَهُۥ تَمۡهِيدٗا} (14)

ولما كان هذا كناية-{[69753]} عن سعة الرزق وعظم الجاه ، وكان من بسط له في المال والولد والجاه تتوق نفسه إلى إتمام ذلك بالحفظ والتيسير ، قال مستعطفاً لما كان هكذا{[69754]} بالتذكير بنعمه : { ومهدت } أي بالتدريج والمبالغة { له } أي وطأت وبسطت وهيأت في الرئاسة بأن جمعت له إلى ملك الأعيان ملك المعاني التي منها القلوب ، وأطلت عمره ، وأزلت عنه موانع الرغد في العيش ، ووفرت أسباب الوجاهة له حتى دان لذلك الناس ، وأقام ببلده مطمئناً يرجع إلى رأيه الأكابر ، قال ابن عباس رضي الله عنهما{[69755]} : وسعت له ما بين اليمن إلى الشام{[69756]} فأكملت له من سعادة الدنيا ما أوجب التفرد في زمانه من أهل بيته وفخذه بحيث كان يسمى الوحيد وريحانة قريش فلم يزع هذه النعمة العظيمة : و-{[69757]}أكد ذلك بقوله : { تمهيداً * } .


[69753]:زيد من ظ و م.
[69754]:من ظ و م، وفي الأصل: كهذا.
[69755]:راجع البحر المحيط 8/373.
[69756]:في ظ: الشمال.
[69757]:زيد من ظ و م.