في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (80)

69

( إنا كذلك نجزي المحسنين ) . . وأي جزاء بعد سلام الله . والذكر الباقي مدى الحياة !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (80)

وقوله : إنّا كَذلكَ نَجْزِي المُحْسَنِينَ يقول تعالى ذكره : إنا كما فعلنا بنوح مجازاة له على طاعتنا وصبره على أذى قومه في رضانا فأَنْجَيْناهُ وأهْلَهُ مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ وَجَعَلْنا ذُرّيّتَهُ هُمُ الباقِينَ ، وأبقينا عليه ثناءً في الاَخرين كَذلكَ نَجْزِي الذين يُحْسنون فيطيعوننا ، وينتهون إلى أمرنا ، ويصبرون على الأذى فينا .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (80)

{ إنا كذلك نجزي المحسنين } تعليل لما فعل بنوح من التكرمة بأنه مجازاة له على إحسانه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجۡزِي ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (80)

جملة { إنَّا كذلك نجزي المُحسنين } تذييل لما سبق من كرامة الله نوحاً . و ( إنّ ) تفيد تعليلاً لمجازاة الله نوحاً بما عده من النعم بأن ذلك لأنه كان محسناً ، أي متخلقاً بالإِحسان وهو الإِيمان الخالص المفسّر في قول النبي صلى الله عليه وسلم « الإِحسانُ أن تعبدَ الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك » ، وأي دليل على إحسانه أجلى من مصابرته في الدعوة إلى التوحيد والتقوى وما ناله من الأذى من قومه طول مدة دعوته .

والمعنى : إنا مثل ذلك الجزاء نجزي المحسنين . وفي هذا تنويه بنوح عليه السلام بأن جزاءه كان هو المثال والإِمامَ لجزاء المحسنين على مراتب إحسانهم وتفاوت تقَارُبِها من إحسان نوح عليه السلام وقوته في تبليغ الدعوة . فهو أول من أوذي في الله فسَنَّ الجزاءَ لمن أوذي في الله ، وكان على قَالَب جزائه ، فلعله أن يكون له كفل من كل جزاء يُجزاه أحد على صبره إذا أوذي في الله ، فثبت لنوح بهذا وصف الإِحسان ، وهو النعمة السابعة . وثبت له أنه مَثَل للمحسنين في جزائهم على إحسانهم ، وهي النعمة الثامنة .