تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ} (68)

ثم ذكر ثواب المتقين ، وأن اللّه تعالى يناديهم يوم القيامة بما يسر قلوبهم ، ويذهب عنهم كل آفة وشر ، فيقول : { يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ }

أي : لا خوف يلحقكم فيما تستقبلونه من الأمور ، ولا حزن يصيبكم فيما مضى منها ، وإذا انتفى المكروه من كل وجه ، ثبت المحبوب المطلوب .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَٰعِبَادِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡكُمُ ٱلۡيَوۡمَ وَلَآ أَنتُمۡ تَحۡزَنُونَ} (68)

وقوله : { يا عبادي } المعنى يقال لهم ، أي للمتقين .

وقرأ عاصم في رواية أبي بكر : «يا عباديَ » بفتح الياء ، وهذا هو الأصل . وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر : «يا عبادي » بسكون الياء . وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم «يا عباد » بحذف الياء . قال أبو علي : وحذفها أحسن ، لأنه في موضع تنوين وهي قد عاقبته ، فكما يحذف التنوين في الاسم المنادى المفرد ، كذلك تحذف الياء هنا لكونها على حرف ، كما أن التنوين كذلك ، ولأنها لا تنفصل من المضاف كما لا ينفصل التنوين من المنون .

وذكر الطبري عن المعتمر عن أبيه أنه قال : سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع ، فينادي مناد : { لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون } فيرجوها الناس كلهم ، قال فيتبعها . { الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين } [ الزخرف : 69 ] قال : فييأس منها جميع الكفار .

وقرأ الحسن والزهري وابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر ويعقوب : «لا خوفَ » بنصب الفاء من غير تنوين . وقرأ ابن محيصن برفع الفاء من غير تنوين .