تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ} (8)

ومع هذه الحرارة البليغة هم محبوسون فيها ، قد أيسوا من الخروج منها ، ولهذا قال : { إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ } أي : مغلقة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ} (8)

{ إنها عليهم مؤصدة } مطبقة من أوصدت الباب إذا أطبقته . قال :

تحن إلى أجبال مكة ناقتي ومن دونها أبواب صنعاء موصده

وقرأ حفص وأبو عمرو وحمزة بالهمزة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ} (8)

هذه جملة يجوز أن تكون صفة ثالثة ل { نار اللَّه } [ الهمزة : 6 ] بدون عاطف ، ويجوز أن تكون مستأنفة استئنافاً ابتدائياً وتأكيدها ب ( إنّ ) لتهويل الوعيد بما ينفي عنه احتمالَ المجاز أو المبالغة .

وموصدة : اسم مفعول من أوصد الباب ، إذا أغلقه غلقاً مطبقاً . ويقال : آاصد بهمزتين إحداهما أصلية والأخرى همزة التعدية ، ويقال : أصَدَ الباب فعلاً ثلاثياً ، ولا يقال : وصَد بالواو بمعنى أغلق .

وقرأ الجمهور : { موصدة } بواو بعد الميم على تخفيف الهمزة ، وقرأه أبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم المضمومة .

ومعنى إيصادها عليهم : ملازمة العذاب واليأسُ من الإِفلات منه كحال المساجين الذين أغلق عليهم باب السجن تمثيلَ تقريب لشدة العذاب بما هو متعارف في أحوال الناس ، وحالُ عذاب جهنم أشد مما يبلغه تصور العقول المعتاد .