تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِن لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ لِي فَٱعۡتَزِلُونِ} (21)

{ وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ } أي : لكم ثلاث مراتب : الإيمان بي وهو مقصودي منكم فإن لم تحصل منكم هذه المرتبة فاعتزلوني لا علي ولا لي ، فاكفوني شركم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِن لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ لِي فَٱعۡتَزِلُونِ} (21)

{ وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } فكونوا بمعزل مني لا علي ولا لي ، ولا تتعرضوا إليّ بسوء فإنه ليس جزاء من دعاكم إلى ما فيه فلا حكم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِن لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ لِي فَٱعۡتَزِلُونِ} (21)

جيء في شرط { إن لم تؤمنوا لي } بحرف { إنْ } التي شأنها أن تستعمل في الشرط غير المتيقّن لأن عدم الإيمان به بعد دلالة المعجزة على صدقه من شأنه أن يكون غير واقع فيفرضَ عدمُه كما يُفرض المحال . ولعله قال ذلك قبل أن يعلمه الله بإخراج بني إسرائيل من مصر ، أو أراد : فاعتزلوني زمناً ، يعني إلى أن يعيّن له الله زمن الخروج .

وعدّي { تؤمنوا } باللام لأنه يقال : آمَن به وآمن لَه ، قال تعالى : { فآمن له لوطٌ } [ العنكبوت : 26 ] ، وأصل هذه اللام لام العلة على تضمين فعل الإيمان معنى الركون .

وقد جاء ترتيب فواصل هذا الخطاب على مراعاة ما يبدو من فرعون وقومه عند إلقاء موسى دعوته عليهم إذْ ابتدأ بإبلاغ ما أرسل به إليهم فآنس منهم التعجب والتردد فقال : { إني لكم رسول أمين } ، فرأى منهم الصلف والأنفة فقال : { وأن لا تعلوا على الله } فلم يرعُووا فقال : { إني آتيكم بسلطان مبين } ، فلاحت عليهم علامات إضمار السوء له فقال : { وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون } ، فكان هذا الترتيب بين الجُمللِ مغنياً عن ذكر ما أجابوا به على أبدع إيجاز .