تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (110)

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } كرر ذلك عليه السلام ، لتكريره دعوة قومه ، وطول مكثه في ذلك ، كما قال تعالى { فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلا خَمْسِينَ عَامًا } وقال : { رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلا فِرَارًا } الآيات .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (110)

{ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ [ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ] } {[21797]} أي : لا أطلب منكم جزاء على نصحي لكم ، بل أدخر ثواب ذلك عند الله { فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } فقد وضح لكم وبان صدقي ونصحي وأمانتي فيما بعثني به وأتمنني عليه .


[21797]:- زيادة من ف ، أ.

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (110)

قوله : { فاتقوا الله وأطيعون } تأكيد لقوله : { ألا تتقون } وهو اعتراض بين الجملتين المتعاطفتين . وكرر جملة : { فاتقوا الله وأطيعون } لزيادة التأكيد فيكون قد افتتح دعوته بالنهي عن ترك التقوى ثم علل ذلك ثم أعاد ما تقتضيه جملة الاستفتاح ، ثم علل ذلك بقوله : { وما أسئلكم عليه من أجر } ، ثم أعاد جملة الدعوة في آخر كلامه إذ قال : { فاتقوا الله وأطيعون } مرة ثانية بمنزلة النتيجة للدعوة ولتعليلها .

وحذفت الياء من { أطيعون } في الموضعين كما حذفت في قوله : { فأخاف أن يَقتلونِ } [ الشعراء : 14 ] في أوائل السورة .

وفي قوله : { إنْ أجري إلاّ على رب العالمين } إشارة إلى يوم الجزاء وكانوا ينكرون البعث كما دل عليه قوله في سورة [ نوح : 17 - 18 ] { والله أنبتكم من الأرض نباتاً ثم يعيدكم فيها ويُخرجكم إخراجاً } وتقدم ذكر نوح عند قوله تعالى : { إن الله اصطفى آدم ونوحاً } في [ آل عمران : 33 ] .