اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (110)

ثم قال :

{ فاتقوا الله وَأَطِيعُونِ } . فإن قيل : فلماذا كرر الأمر بالتقوى ؟ .

فالجواب : لأنه في الأول أراد : ألا تتقون{[37525]} مخالفتي ، وأنا رسول الله ، وفي الثاني : ألا تتقون{[37526]} مخالفتي ولست{[37527]} آخذاً منكم أجراً ، فهو في المعنى مختلف ، ولا تكرار فيه ، وقد يقول الرجل لغيره : ألا تتقي الله في عقوقي وقد ربيتك صغيراً ، ألا تتقي الله وقد علمتك كبيراً . وإنما قدم الأمر بتقوى الله على الأمر بطاعته ، لأن تقوى الله{[37528]} علة لطاعته ، فقدم العلة على المعلول{[37529]} .


[37525]:في الأصل: ألا تتقوا.
[37526]:في الأصل: ألا تتقوا.
[37527]:في ب: وليست. وهو تحريف.
[37528]:لفظ الجلالة: سقط من ب.
[37529]:انظر الفخر الرازي 24/154-155.