القول في تأويل قوله تعالى : { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ * الّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ * يَوْمَ يُدَعّونَ إِلَىَ نَارِ جَهَنّمَ دَعّا * هََذِهِ النّارُ الّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذّبُونَ } .
يقول تعالى ذكره : فالوادي الذي يسيل من قيح وصديد في جهنم ، يوم تمور السماء مورا ، وذلك يوم القيامة للمكذّبين بوقوع عذاب الله للكافرين ، يوم تمور السماء موّرا . وكان بعض نحويّي البصرة يقول : أدخلت الفاء في قوله : فَوَيْلٌ يَوْمَئذٍ لأنه في معنى إذا كان كذا وكذا ، فأشبه المجازاة ، لأن المجازاة يكون خبرها بالفاء . وقال بعض نحوييّ الكوفة : الأوقات تكون كلها جزاء مع الاستقبال ، فهذا من ذاك ، لأنهم قد شبهوا «إن » وهي أصل الجزاء بحين ، وقال : إن مع يوم إضمار فعل ، وإن كان التأويل جزاء ، لأن الإعراب يأخذ ظاهر الكلام ، وإن كان المعنى جزاء .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{فويل يومئذ للمكذبين} بالعذاب...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره: فالوادي الذي يسيل من قيح وصديد في جهنم، يوم تمور السماء مورا، وذلك يوم القيامة للمكذّبين بوقوع عذاب الله للكافرين، يوم تمور السماء موّرا.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي المكذبين لرُسلهم عليهم السلام، ويحتمل لتوحيده أو لحُججه أو للبعث...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ومعنى الآية إني سأعلمهم بكفرهم وتصير عاقبتهم العذاب.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
الويلُ كلمة تقولها العرب لمن وقع في الهلاك...
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
والفاء في قوله: {فويل} عاطفة جملة على جملة وهي تتضمن ربط المعنى وتأكيده وإثبات الويل للمكذبين. والويل: السوء والمشقة والهم الأطول...
{فويل يومئذ للمكذبين * الذين هم في خوض يلعبون} أي إذا علم أن عذاب الله واقع وأنه ليس له دافع فويل إذا للمكذبين، فالفاء لاتصال المعنى، وهو الإيذان بأمان أهل الإيمان، وذلك لأنه لما قال: {إن عذاب ربك لواقع} لم يبين بأن موقعه بمن، فلما قال: {فويل يومئذ للمكذبين} علم المخصوص به وهو المكذب... إذا قلت بأن قوله {فويل يومئذ للمكذبين} بيان لمن يقع به العذاب وينزل عليه فمن لا يكذب لا يعذب...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{فويل} هي كلمة يقولونها لمن وقع في الهلاك، ومعناه حلول شر فاضح يكون فيه ندبة وتفجع {يومئذ} أي يوم إذ يكون ما تقدم ذكره {للمكذبين} أي العريقين في التكذيب وهم من مات على نسبة الصادقين إلى الكذب.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
والدعاء بالويل من الله حكم بالويل وقضاء. فهو أمر لا محالة واقع، ما له من دافع. وهو كائن حتما، يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا. فيتناسب هذا الهول مع ذلك الويل، وينصب كله على المكذبين.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والويل: سوء الحال البالغ منتهى السوء، وتقدم عند قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم} في سورة البقرة (79) وتقدم قريباً في آخر الذاريات.
والمعنى: فويل يومئذٍ للذين يكذبون الآن. وحذف متعلق للمكذبين لعلمه من المقام، أي الذين يكذبون بما جاءهم به الرسول من توحيد الله والبعث والجزاء.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
{فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} باليوم الآخر والرسالة والرسول، لأنهم لم يقفوا من الرسالة ومضمونها الفكري بطريقةٍ جدّيةٍ تتناسب مع حجم أهميتها على مستوى المصير، بل وقفوا منها موقفاً لاهياً.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.