تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ} (174)

ثم أمر رسوله بالإعراض عمن عاندوا ، ولم يقبلوا الحق ، وأنه ما بقي إلا انتظار ما يحل بهم من العذاب ، ولهذا قال :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ} (174)

وقوله جل وعلا { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ } أي : اصبر على أذاهم لك ، وانتظر إلى وقت مؤجل ، فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر ؛ ولهذا قال بعضهم : غيَّى ذلك إلى يوم بدر . وما بعدها أيضا في معناها .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ} (174)

يعني تعالى ذكره بقوله : ( فَتَوَلّ عَنْهُمْ حّتى حِينٍ ) : فأعرض عنهم إلى حين .

واختلف أهل التأويل في هذا الحين ، فقال بعضهم : معناه إلى الموت . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( فَتَوَلّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ ) : أي إلى الموت .

وقال آخرون : إلى يوم بدر . ذكر من قال ذلك :

حدثنا محمد بن الحسين ، قال : حدثنا أحمد بن المفضل ، قال : حدثنا أسباط ، عن السديّ ، في قوله : ف( َتَوَلّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ ) : قال : حتى يوم بدر .

وقال آخرون : معنى ذلك : إلى يوم القيامة . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : ( فَتَوَلّ عَنْهُمْ حتى حِينٍ ) : قال : يوم القيامة .

وهذا القول الذي قاله السديّ ، أشبه بما دلّ عليه ظاهر التنزيل ، وذلك أن الله توعدهم بالعذاب الذي كانوا يستعجلونه ، فقال : أفَبِعَذَابِنا يَسْتَعْجِلُونَ ، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يُعْرِض عليهم إلى مجِيء حينه . فتأويل الكلام : فتولّ عنهم يا محمد إلى حين مجِيء عذابنا ، ونزوله بهم .