تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{فَتَوَلَّ عَنۡهُمۡ حَتَّىٰ حِينٖ} (174)

قوله تعالى : { فتولّ عنهم حتى حين } : يحتمل أي لا تكافئهم بأذاهم إياك إلى حين ، أي لا تقاتلهم .

فكيف ما كان ففيه وجهان من الدلالة :

أحدهما : دليل على رسالته حين أخبر أنهم يكونون على الكفر إلى حين الذي ذكر ، ويهلكون على ذلك حين قال : { فتولّ عنهم حتى حين } .

والثاني : فيه دليل حفظه إياه وعصمته مما كانوا يهُمّون به من القتل والإهلاك حين منعه من مقاتلتهم ، ونهاه عن التعرض لهم إلى وقت معلوم على ما كان منهم من الهم بقتله وإهلاكه لو وجدوا السبيل إليه .

فدلّ أن الله عز وجل قد عصمه ، وحفظه عنهم حين قال لهم ما قال حتى قال عز وجل : { وأبصرهم فسوف يبصرون } كقوله : { فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون } [ هود : 55 ] .