تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (71)

ويقول المكذبون بالمعاد وبالحق الذي جاء به الرسول مستعجلين للعذاب : { مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } .

وهذا من سفاهة رأيهم وجهلهم فإن وقوعه ووقته قد أجله الله بأجله وقدره بقدر ، فلا يدل عدم استعجاله على بعض مطلوبهم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلۡوَعۡدُ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (71)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: ويقول مشركو قومك يا محمد، المكذّبوك فيما أتيتهم به من عند ربك. "مَتى "يكون "هَذَا الوَعْدُ" الذي تعدُناه من العذاب، الذي هو بنا فيما تقول حالّ "إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" فيما تعدوننا به.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قد ذكرنا أنهم إنما يقولون ذلك استهزاء وتكذيبا بما كان يوعدهم من العذاب بتكذيبهم إياه. ثم كان يوعدهم مرة بعذاب ينزل بهم في الدنيا كما نزل بأوائلهم بتكذيبهم الرسل، ومرة يوعدهم بعذاب ينزل بهم في الآخرة، فيكذبونه في ذلك كله ويستهزئون به.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم ذكر استعجال قريش بأمر الساعة والعذاب بقولهم {متى هذا الوعد}، على معنى التعجيز للواعد به.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما أشار إلى أنهم لم يبقوا في المبالغة في التكذيب بالساعة وجهاً، أشار إلى أنهم بالوعيد بالساعة وغيرها من عذاب الله أشد مبالغة، فقال: {ويقولون} بالمضارع المؤذن بالتجدد كل حين للاستمرار: {متى هذا الوعد} وسموه وعداً إظهاراً للمحبة تهكماً به، وهو العذاب والبعث والمجازاة {إن كنتم} أي أنت ومن تابعك، كوناً هو في غاية الرسوخ، كما تزعمون {صادقين}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ثم يمضي في سرد مقولاتهم عن قضية البعث، واستهانتهم بالوعيد بالعذاب في الدنيا أو في الآخرة: (ويقولون: متى هذا الوعد إن كنتم صادقين).. كانوا يقولون هذا كلما خوفوا بمصائر المجرمين قبلهم، ومصارعهم التي يمرون عليها مصبحين كقرى لوط، وآثار ثمود في الحجر، وآثار عاد في الأحقاف، ومساكن سبأ بعد سيل العرم.. كانوا يقولون مستهزئين: (متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) متى هذا العذاب الذي تخوفوننا به؟ إن كنتم صادقين فهاتوه، أو خبرونا بموعده على التحديد!

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وسموا إخبار الله لهم بالبعث وعدا، مع أنه في حقهم وعيد، وفرق بين وعد وأوعد: وعد للخير وأوعد للشر، لكن الله تعالى يطمس على ألسنتهم، وهم أهل الفصاحة فيقولون {متى هذا الوعد} وهو بالنسبة لهم وعيد، لأن إيعاد المخالف لك بشر وعد لك بخير. وكأن الحق- تبارك وتعالى- يقول: لقد وعدنا لأمرين: وعدنا رسلنا بالتأييد والنصرة، ووعدنا العالم كله بالبعث، فإذا كنا صادقين في الأولى وهي مشاهدة لكم ومحسة فخذوها مقدمة ودليلا على صدقنا في الأخرى، وقد عاينتم أن جميع الرسل انتصروا على مكذبيهم، إما بعذاب الاستئصال، وإما بعذاب الهزيمة والانكسار.