تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (59)

وليس تفضيل عيسى عليه السلام ، وكونه مقربا عند ربه ما يدل على الفرق بينه وبينها في هذا الموضع ، وإنما هو كما قال تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } بالنبوة والحكمة والعلم والعمل ، { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ } يعرفون به قدرة الله تعالى على إيجاده من دون أب .

وأما قوله تعالى : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } فالجواب عنها من ثلاثة أوجه :

أحدها : أن قوله : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } أن { ما } اسم لما لا يعقل ، لا يدخل فيه المسيح ونحوه .

الثاني : أن الخطاب للمشركين ، الذين بمكة وما حولها ، وهم إنما يعبدون أصناما وأوثانا ولا يعبدون المسيح .

الثالث : أن الله قال بعد هذه الآية : { إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } فلا شك أن عيسى وغيره من الأنبياء والأولياء ، داخلون في هذه الآية .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (59)

57

ومن ثم جاء التعقيب بعد هذا :

( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ) . .

فليس إلهاً يعبد كما انحرف فريق من النصارى فعبدوه . إنما هو عبد أنعم الله عليه . ولا جريرة له في عبادتهم إياه . فإنما أنعم الله عليه ليكون مثلاً لبني إسرائيل ينظرون إليه ويتأسون به . فنسوا المثل ، وضلوا السبيل !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنۡ هُوَ إِلَّا عَبۡدٌ أَنۡعَمۡنَا عَلَيۡهِ وَجَعَلۡنَٰهُ مَثَلٗا لِّبَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ} (59)

وأخبر عن عيسى أنه عبد أنعم الله عليه بالنبوءة والمنزلة العالية ، وجعله مثلاً لبني إسرائيل .