تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (53)

{ هَذَا مَا تُوعَدُونَ } أيها المتقون { لِيَوْمِ الْحِسَابِ } جزاء على أعمالكم الصالحة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (53)

يبدأ المشهد بمنظرين متقابلين تمام التقابل في المجموع وفي الأجزاء ، وفي السمات والهيئات : منظر( المتقين )لهم ( حسن مآب ) . ومنظر( الطاغين )لهم ( شر مآب ) . فأما الأولون فلهم جنات عدن مفتحة لهم الأبواب . ولهم فيها راحة الاتكاء ، ومتعة الطعام والشراب . ولهم كذلك متعة الحوريات الشواب . وهن مع شبابهن ( قاصرات الطرف )لا يتطلعن ولا يمددن بأبصارهن . وكلهن شواب أتراب .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (53)

{ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ } أي : هذا الذي ذكرنا من صفة الجنة التي وعدها لعباده المتقين التي يصيرون إليها بعد نشورهم وقيامهم من قبورهم وسلامتهم من النار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ} (53)

استئناف ابتدائي فيجوز أن يكون كلاماً قيل للمتقين وقت نزول الآية فهو مؤكِّد لمضمون جملة { وإن للمتقين لحسن مئابٍ } [ ص : 49 ] والإِشارة إذن إلى ما سبق ذكره من قوله : { لحسن مئاب } فاسم الإِشارة هنا مغاير لاستعماله المتقدم في قوله : { هذا ذِكرٌ } [ ص : 49 ] . وجيء باسم الإِشارة القريب تنزيلاً للمشار إليه منزلة المشار إليه الحاضر إيماء إلى أنه محقق وقوعه تبشيراً للمتقين . والتعبير بالمضارع في قوله : { تُوعَدُونَ } على ظاهره .

ويجوز أن يكون كلاماً يقال للمتقين في الجنة فتكون الجملة مقولَ قول محذوف هو في محل حال ثانية من « المتقين » . والتقدير : مقولاً لهم : هذا ما توعدون ليوم الحساب . والقول : إما من الملائكة مثل قوله تعالى : { ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون } [ النحل : 32 ] ، وإما من جانب الله تعالى نظير قوله لضدهم : { ونقول ذوقوا عذاب الحريق } [ آل عمران : 181 ] .

والإِشارة إذن إلى ما هو مشاهد عندهم من النعيم .

وقرأ الجمهور : { تُوعَدُونَ } بتاء الخطاب فهو على الاحتمال الأول التفات من الغيبة إلى الخطاب لتشريف المتقين بعزّ الحضور لخطاب الله تعالى ، وعلى الاحتمال الثاني الخطاب لهم على ظاهره . وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحده « يوعدون » بياء الغيبة فهو على الاحتمال الأول التفات عن توجيه الخطاب إليهم إلى توجيهه للطاغين لزيادة التنكيل عليهم . والإِشارةُ إلى المذكور من « حسن المئاب » ، وعلى الاحتمال الثاني كذلك وُجّه الكلام إلى أهل المحشر لتنديم الطاغين وإدخال الحسرة والغمّ عليهم . والإِشارة إلى النعيم المشاهد .

واللام في { لِيَوْمِ الحِسَابِ } لام العلة ، أي وعدتموه لأجل يوم الحساب . والمعنى لأجل الجزاء يوم الحساب ، فلما كان الحساب مؤذناً بالجزاء جعل اليوم هو العلة . وهذه اللام تفيد معنى التوقيت تبعاً كقوله تعالى : { أقم الصلاة لدلوك الشمس } [ الإسراء : 78 ] تنزيلاً للوقت منزلة العلة . ولذلك قال الفقهاء : أوقات الصلوات أسباب .