تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

{ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي : يؤمنون بما أخبر الله به ، وأخبرت به رسله ، من الجزاء والبعث ، ويتيقنون ذلك فيستعدون للآخرة ، ويسعون لها سعيها . والتصديق بيوم الدين يلزم منه التصديق بالرسل ، وبما جاءوا به من الكتب .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

( والذين يصدقون بيوم الدين ) . .

وهذه الصفة ذات علاقة مباشرة بموضوع السورة الرئيسي . وهي في الوقت ذاته ترسم خطا أساسيا في ملامح النفس المؤمنة . فالتصديق بيوم الدين شطر الإيمان . وهو ذو أثر حاسم في منهج الحياة شعورا وسلوكا . والميزان في يد المصدق بيوم الدين غير الميزان في يد المكذب بهذا اليوم أو المستريب فيه . ميزان الحياة والقيم والأعمال والأحداث . . المصدق بيوم الدين يعمل وهو ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض ، ولحساب الآخرة لا لحساب الدنيا ويتقبل الأحداث خيرها وشرها وفي حسابه أنها مقدمات نتائجها هناك ، فيضيف إليها النتائج المرتقبة حين يزنها ويقومها . . والمكذب بيوم الدين يحسب كل شيء بحسب ما يقع له منه في هذه الحياة القصيرة المحدودة ، ويتحرك وحدوده هي حدود هذه الأرض وحدود هذا العمر . ومن ثم يتغير حسابه وتختلف نتائج موازينه ، وينتهي إلى نتائج خاطئة فوق ما ينحصر في مساحة من المكان ومساحة من الزمان محدودة . . وهو بائس مسكين معذب قلق لأن ما يقع في هذا الشطر من الحياة الذي يحصر فيه تأملاته وحساباته وتقديراته ، قد لا يكون مطمئنا ولا مريحا ولا عادلا ولا معقولا ، ما لم يضف إليه حساب الشطر الآخر وهو أكبر وأطول . ومن ثم يشقى به من لا يحسب حساب الآخرة أو يشقى غيره من حوله . ولا تستقيم له حياة رفيعة لا يجد جزاءها في هذه الأرض واضحا . . ومن ثم كان التصديق باليوم الآخر شطر الإيمان الذي يقوم عليه منهج الحياة في الإسلام .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

وقوله : { وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ } أي : يوقنون بالمعاد والحساب والجزاء ، فهم يعملون عمل من يرجو الثواب ويخاف العقاب ؛

ولهذا قال : { وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ }

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

والذين يصدقون بيوم الدين تصديقا بأعمالهم وهو أن يتعب نفسه ويصرف ماله طمعا في المثوبة الأخروية ولذلك ذكر الدين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

و { يوم الدين } هو يوم القيامة ، سمي بذلك لأنه يوم المجازاة ، و { الدين } : الجزاء كما تقول العرب :

كما تدين تدان{[11329]}*** ومنه قول الفند الزماني : [ الهزج ]

ولم يبق سوى العدوا*** ن دنّاهم كما دانوا{[11330]}


[11329]:هذا مثل معروف ، ومعناه: كما تجازي الناس تجازى منهم، يعني: إن فعلت حسنا كان جزاؤك من الناس حسنا، وإن فعلت سيئا كان جزاؤك سيئا، ويجوز أن يجري كلا الأمرين على الجزاء، أي: كما تجازي أنت الناس على صنيعهم معك كذلك تجازى على صنيعك معهم، قال خويلد بن نوفل الكلابي بخاطب الحارث بن أبي شمر الغساني وكان قد اغتصب ابنته: يأيها الملك المخوف أما ترى ليلا وصبحا كيف يختلفان؟ هل تستطيع الشمس أن تأتي بها ليلا وهل لك بالمليك يدان؟ يا جار أيقن أن ملكك زائل واعلم بأن كما تدين تدان ونلاحظ أن في البيت الأخير إقواء.
[11330]:الفند الزماني اسمه شهل بين شيبان بن ربيعة بن زمان، والفند: القطعة من الجبل،وهو واحد من فرسان ربيعة المعدودين، والبيت من قصيدة قالها في حرب البسوس، وأورد أبو تمام من أولها في الحماسة، وهو أيضا في خزانة الأدب للبغدادي وفي المغني، ومن أبيات هذه القصيدة: صفحنا عن بني ذهل وقلنا: القوم إخوان فلما صرح الشر فأضحى وهو عريان ولم يبق سوى العدوا ن دناهم كما دانوا يقول: عفونا عنهم، فلما انكشفت حقيقتهم وظهر الشر واضحا لم يبق أمامنا إلا أن نقاتلهم ونعتدي عليهم كما اعتدوا علينا.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ} (26)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني به الحساب بأنه كائن.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وإلا الذين يقرّون بالبعث يوم البعث والمجازاة...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

وأماراتهُم الاستعدادُ للموتِ قبل نزوله.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

أي: يؤمنون به.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

تصديقاً بأعمالهم واستعدادهم له.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و {يوم الدين} هو يوم القيامة، سمي بذلك لأنه يوم المجازاة، و {الدين}: الجزاء

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

والتصديق به حق التصديق الاستعداد له بالأعمال الصالحة، فالذين يعملون لذلك اليوم هم العمال، وأما المصدقون بمجرد الأقوال فلهم الوبال وإن أنفقوا أمثال الجبال.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهذه الصفة ذات علاقة مباشرة بموضوع السورة الرئيسي. وهي في الوقت ذاته ترسم خطا أساسيا في ملامح النفس المؤمنة. فالتصديق بيوم الدين شطر الإيمان. وهو ذو أثر حاسم في منهج الحياة شعورا وسلوكا. والميزان في يد المصدق بيوم الدين غير الميزان في يد المكذب بهذا اليوم أو المستريب فيه. ميزان الحياة والقيم والأعمال والأحداث.. المصدق بيوم الدين يعمل وهو ناظر لميزان السماء لا لميزان الأرض، ولحساب الآخرة لا لحساب الدنيا ويتقبل الأحداث خيرها وشرها وفي حسابه أنها مقدمات نتائجها هناك، فيضيف إليها النتائج المرتقبة حين يزنها ويقومها.. والمكذب بيوم الدين يحسب كل شيء بحسب ما يقع له منه في هذه الحياة القصيرة المحدودة، ويتحرك وحدوده هي حدود هذه الأرض وحدود هذا العمر. ومن ثم يتغير حسابه وتختلف نتائج موازينه، وينتهي إلى نتائج خاطئة فوق ما ينحصر في مساحة من المكان ومساحة من الزمان محدودة.. وهو بائس مسكين معذب قلق لأن ما يقع في هذا الشطر من الحياة الذي يحصر فيه تأملاته وحساباته وتقديراته، قد لا يكون مطمئنا ولا مريحا ولا عادلا ولا معقولا، ما لم يضف إليه حساب الشطر الآخر وهو أكبر وأطول. ومن ثم يشقى به من لا يحسب حساب الآخرة أو يشقى غيره من حوله. ولا تستقيم له حياة رفيعة لا يجد جزاءها في هذه الأرض واضحا.. ومن ثم كان التصديق باليوم الآخر شطر الإيمان الذي يقوم عليه منهج الحياة في الإسلام.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وهذا الوصف مقابل وصف الكافرين بقوله: {إنهم يرونه بعيداً} [المعارج: 6].