تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} (93)

{ 93 - 95 } { قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ }

لما أقام تعالى على المكذبين أدلته العظيمة ، فلم يلتفتوا لها ، ولم يذعنوا لها ، حق عليهم العذاب ، ووعدوا بنزوله ، وأرشد الله رسوله أن يقول : { قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ } أي : أي وقت أريتني عذابهم ، وأحضرتني ذلك .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} (93)

القول في تأويل قوله تعالى : { قُل رّبّ إِمّا تُرِيَنّي مَا يُوعَدُونَ * رَبّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظّالِمِينَ * وَإِنّا عَلَىَ أَن نّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد : ربّ إنْ تُرِيَنّى في هؤلاء المشركين ما تعدهم من عذابك فلا تهلكني بما تهلكهم به . ونجني من عذابك وسخطك فلا تجعلني في القوم المشركين ولكن اجعلني ممن رضيت عنه من أوليائك . وقوله : فَلا تَجْعَلْني جواب لقوله : إما تُرِيَنّى اعترض بينهما بالنداء ، ولو لم يكن قبله جزاء لم يجز ذلك في الكلام ، لا يقال : يا زيد فقم ، ولا يا ربّ فاغفر ، لأن النداء مستأنف ، وكذلك الأمر بعده مستأنف ، لا تدخله الفاء والواو ، إلاّ أن يكون جوابا لكلام قبله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ} (93)

أمر الله تعالى نبيه عليه السلام أن يدعو لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة إن كان قضي أن يرى ذلك ، و «إن » شرط و «ما » زائدة ، و { تريني } جزم بالشرط لزمت النون الثقيلة وهي لا تفارق «إما » عند المبرد ، ويجوز عن سيبويه أن تفارق فيقال { إما تريني } لكن استعمال القرآن لزومها فمن هنالك ألزمها المبرد .