يَغْشَى النَّاسَ } أي : يعمهم ذلك الدخان ويقال لهم : { هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ }
واختلف المفسرون في المراد بهذا الدخان ، فقيل : إنه الدخان الذي يغشى الناس ويعمهم حين تقرب النار من المجرمين في يوم القيامة وأن الله توعدهم بعذاب يوم القيامة وأمر نبيه أن ينتظر بهم ذلك اليوم .
ويؤيد هذا المعنى أن هذه الطريقة هي طريقة القرآن في توعد الكفار والتأني بهم وترهيبهم بذلك اليوم وعذابه
وقوله - سبحانه - : { يَغْشَى الناس } صفة ثانية للدخان ، والمراد بهم كفار مكة وأمثالهم ممن أصابه الجوع والبلاء .
أى : ارتقب - أيها الرسول الكريم - يوم تأتى السماء لهؤلاء المشركين بعذاب من صفاته أنه عذاب واضح ، يحسونه بحواسهم ، ويشعرون به شعورا جليا ، ومن صفاته كذلك أنه يحيط بهم من كل جوانبهم ، ويجعلهم يتضعرون إلينا ويقولون : { هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أى : شديد ألمه ، وعظيم هوله .
{ يَغْشَى النَّاسَ } أي : يتغشاهم ويَعُمهم{[26190]} ، ولو كان أمرا خياليًّا يخص أهل مكة المشركين لما قيل فيه : { يَغْشَى النَّاسَ }
وقوله : { هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : يقال لهم ذلك تقريعًا وتوبيخًا ، كقوله تعالى : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ الطور : 13 ، 14 ] ، أو يقول بعضهم لبعض ذلك .
وقوله تعالى : { هذا عذاب أليم } يحتمل أن يكون إخباراً من الله تعالى ، كأنه يعجب منه على نحو من قوله تعالى لما وصف قصة الذبح : { إن هذا لهو البلاء المبين }{[10225]} [ الصافات : 106 ] ، ويحتمل أن يكون { هذا عذاب أليم } من قول الناس ، كأن تقدير الكلام : يقولون هذا عذاب أليم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.