الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (11)

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن قتادة في قوله : { يغشى الناس هذا عذاب أليم } قال : الأليم الموجع { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } قال : الدخان { أنى لهم الذكرى } قال : أنى لهم التوبة { إنا كاشفوا العذاب قليلاً } يعني الدخان { إنكم عائدون } إلى عذاب الله يوم القيامة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر ، عن مجاهد في قوله : { أنى لهم الذكرى } قال : بعد وقوع البلاء بهم { وقد تولوا } ، عن محمد { وقالوا معلم مجنون } ثم كشف عنهم العذاب .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق ابن لهيعة ، عن عبد الرحمن الأعرج { يوم تأتي السماء بدخان مبين } قال : كان يوم فتح مكة .

وأخرج ابن سعد من طريق ابن لهيعة ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : كان يوم فتح مكة دخان وهو قول الله { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن أبي حاتم ، عن علي قال : إن الدخان لم يمض بعد ، يأخذ المؤمن كهيئة الزكام ، وينفخ الكافر حتى ينفد .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم بسند صحيح ، عن ابن أبي مليكة قال : دخلت على ابن عباس رضي الله عنهما فقال : لم أنم هذه الليلة ، فقلت : لم ؟ قال : طلع الكوكب ذو الذنب ، فخشيت أن يطرق الدخان .

وأخرج ابن جرير ، عن ابن عمر قال : يخرج الدخان فيأخذ المؤمن كهيئة الزكمة ، ويدخل في مسامع الكافر والمنافق حتى يكون كالرأس الحنيذ .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير ، عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الدخان إذا جاء نفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع من مسامعه ، ويأخذ المؤمن منه كالزكمة » .

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال : الدخان قد بقي وهو أول الآيات .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير من طريق الحسن ، عن أبي سعيد الخدري قال : يهيج الدخان بالناس ، فأما المؤمن ، فيأخذه كهيئة الزكمة .

وأما الكافر ، فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه .

وأخرج ابن جرير ، عن حذيفة بن اليمان مرفوعاً « أول الآيات : الدجال ونزول عيسى ونار تخرج من قعر عدن أبين تسوق الناس إلى المحشر تقيل معهم إذا قالوا ، والدخان قال : حذيفة : يا رسول الله ، وما الدخان ؟ فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين } يملأ ما بين المشرق والمغرب يمكث أربعين يوماً وليلة ، أما المؤمن فيصيبه منه كهيئة الزكمة ، وأما الكافر بمنزلة السكران يخرج من منخريه وأذنيه ودبره » .

وأخرج ابن جرير والطبراني بسند جيد ، عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن ربكم أنذركم ثلاثاً الدخان يأخذ المؤمن منه كالزكمة ، ويأخذ الكافر فينفخ حتى يخرج من كل مسمع منه ، والثانية الدابة ، والثالثة الدجال » .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « يهيج الدخان بالناس فأما المؤمن فيأخذه كالزكمة ، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه » .