اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَغۡشَى ٱلنَّاسَۖ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٞ} (11)

ظاهر الحال أنه دخان يغشى الناس أَيْ يشملهم وهو في محل جر صفة ثانية أي بدُخَان مبينٍ{[50282]} غَاشٍ وقوله : { هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ } في محل نصل بالقول ، وذلك القول حال أي قائلين ذلك{[50283]} . ويجوز أن لا يكون معمولاً لقول ألبتة ، بل هو مجرد إخبار{[50284]} . قال الجُرْجَانِي{[50285]} صاحب النظم : هذا إشارة إليه ، وإخبار عن دُنُوِّه واقترابه كما يقال : هذا العدنو فاستقبله ، الغرض منه التنبيه على القرب{[50286]} .


[50282]:وتلك على الصفة الأولى.
[50283]:قاله الزمخشري في الكشاف 3/502.
[50284]:هذا رأي السمين في الدر المصون 4/812.
[50285]:أبو علي الجرجاني وقد تقدم التعريف به.
[50286]:ذكره عن الرازي 27/243.