ثم يتوجه به [ صلى الله عليه وسلم ] إلى ربه ، يصله به صلة الرعاية الدائمة القريبة :
( وتوكل على العزيز الرحيم . الذي يراك حين تقوم . وتقلبك في الساجدين . إنه هو السميع العليم ) .
دعهم وعصيانهم ، متبرئا من أعمالهم ، وتوجه إلى ربك معتمدا عليه ، مستعينا في أمرك كله به . ويصفه - سبحانه - بالصفتين المكررتين في هذه السورة : العزة والرحمة . ثم يشعر قلب الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] بالأنس والقربى . فربه يراه في قيامه وحده للصلاة ، ويراه في صفوف الجماعة الساجدة . يراه في وحدته ويراه في جماعة المصلين يتعهدهم وينظمهم ويؤمهم ويتنقل بينهم . يرى حركاته وسكناته ، ويسمع خطراته ودعواته : ( إنه هو السميع العليم ) . .
وفي التعبير على هذا النحو إيناس بالرعاية والقرب والملاحظة والعناية . وهكذا كان رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] يشعر أنه في كنف ربه ، وفي جواره وقربه . وفي جو هذا الأنس العلوي كان يعيش . .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"إنّهُ هُوَ السّمِيعُ الَعلِيمُ" يقول تعالى ذكره: إن ربك هو "السميع "تلاوتك يا محمد، وذكرك في صلاتك ما تتلو وتذكر، "العليم" بما تعمل فيها ويعمل فيها من يتقلّب فيها معك مؤتما بك، يقول: فرتل فيها القرآن، وأقم حدودها، فإنك بمرأى من ربك ومسمع.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
السميع لمقالتهم مما يخفون، ويسرون، وما يعلنون. والعليم بضمائرهم و خفياتهم. والسميع المجيب لمن دعاه. والعليم بأفعالهم و أعمالهم.
مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 710 هـ :
... هوّن عليه معاناة مشاق العبادات حيث أخبر برؤيته له إذ لا مشقة على من يعلم أنه يعمل بمرأى مولاه.
لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن 741 هـ :
{إنه هو السميع} يعني لقولك ودعائك {العليم} يعني بنيتك وعملك.
تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :
أي: السميع لأقوال عباده، العليم بحركاتهم وسكناتهم.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{إنه هو} أي وحده {السميع} أي لجميع أقوالكم {العليم} أي بجميع ما تسرونه وتعلنونه من أعمالكم.
تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :
الذي يسمع قولك عندما تدعوه وتبتهل إليه وتدعو الناس إليه، ويعلم جهادك في سبيله، كما يسمع ما يصدر من خلقه من أقوال، وما يقومون به من أفعال.
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :
وقوله {إنه هو السميع العليم} تقرير لتلك المعية الخاصة إذ السميع لكل صوت والعليم بكل حركة وسكون يحق للعبد التوكل عليه وتفويض الأمر إليه.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.