البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (220)

{ إنه هو السميع } لما تقوله ، { العليم } بما تنوبه وتعمله ، وذهبت الرافضة إلى أن آباء النبي صلى الله عليه وسلم كانوا مؤمنين ، واستدلوا بقوله تعالى : { وتقلبك في الساجدين } قالوا : فاحتمل الوجوه التي ذكرت ، واحتمل أن يكون المراد أنه تعالى نقل روحه من ساجد إلى ساجد ، كما نقوله نحن .

فإذا احتمل كل هذه الوجوه ، وجب حمل الآية على الكل ضرورة ، لأنه لا منافاة ولا رجحان .

وبقوله عليه الصلاة والسلام : « لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ، وكل من كان كافراً فهو نجس لقوله تعالى : { إنما المشركون نجس } » فأما قوله تعالى : { وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر } فلفظ الأب قد يطلق على العم ، كما قالوا أبناء يعقوب له : { نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } سموا إسماعيل أباً مع أنه كان عماً له .