تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

24

التفسير :

30- { قالوا كذلك قال ربك إنه هو الحكيم العليم } .

استكثرت الزوجة أن تلد في هذه السن الكبيرة ، وكانت قد تجاوزت ثمانين عاما ، ولم تكن تلد في صباها وشبابها ، وقالت : أنا عجوز طاعنة في السن ، وعقيم لم ألد في شبابي ، فكيف ألد في هذه السن ؟ فكأنها قالت : ليتكم دعوتم دعاء قريبا من الإجابة ، ظنا منها أن ذلك صدر منهم كما يصدر من الضيف من الدعوات الطيبات ، كما يقول الداعي : أعطاك الله مالا ، ورزقك ولدا .

فردوا عليها بأن هذا ليس دعاء ، ولا خبرا عن أنفسهم ، بل هو أمر الله الذي بيده الخلق والأمر ، وليس هناك من أمر عجيب على قدرته ، فقد خلق آدم من تراب ، وخلق حواء من آدم ، وهو سبحانه الذي رفع السماء بلا عمد ، وبسط الأرض على الماء فجمد ، وقسم الأرزاق فلم ينس أحدا ، وهو سبحانه إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب ، ثم قال له كن فيكون ، وهو سبحانه قادر على كل شيء ، وهو على كل شيء قدير .

قال تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون * فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون } . ( يس : 82 ، 83 ) .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{قَالُواْ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِۖ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ} (30)

{ قَالُواْ كَذَلِكِ } أي مثل ذلك القول الكريم الذي أخبرنا به { قَالَ رَبُّكِ } وإنما نحن معبرون نخبرك به عنه عز وجل لا أنا نقوله من تلقاء أنفسنا ، وروي أن جبريل عليه السلام قال لها : انظري إلى سقف بيتك فنظرت فإذا جذوعه مورقة مثمرة { إِنَّهُ هُوَ الحكيم العليم } فيكون قوله عز وجل حقاً وفعله سبحانه متقناً لا محالة ، وهذه المفاوضة لم تكن مع سارة فقط بل كانت مع إبراهيم أيضاً حسبما تقدم في سورة الحجر ، وإنما لم يذكر ههنا اكتفاءاً بما ذكر هناك كما أنه لم يذكر هناك سارة اكتفاءاً بما ذكر ههنا وفي سورة هود .