تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا} (5)

جهاد نوح في تبليغ الدعوة

{ قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا 5 فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا 6 وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصرّوا واستكبروا استكبارا 7 ثم إني دعوتهم جهارا 8 ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا 9 فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارا 10 يرسل السماء عليكم مدرارا 11 ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنّات ويجعل لكم أنهارا 12 مالكم لا ترجون لله وقارا 13 وقد خلقكم أطوارا 14 أولم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا 15 وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا 16 والله أنبتكم من الأرض نباتا 17 ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا 18 والله جعل لكم الأرض بساطا 19 لتسلكوا منها سبلا فجاجا 20 }

المفردات :

فرارا : تباعدا ونفارا من الإيمان .

5

التفسير :

5-6- قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا* فلم يزدهم دعاءي إلا فرارا .

شكا نوح إلى ربه قائلا : لقد دعوت قومي إلى الإيمان دعاء مستمرّا ، لم أقصّر عنه ، ولم أنقطع عن تقديمه بالليل أو بالنهار ، فمن الناس من ينقطع لعمله بالنهار ، ومنهم من يعمل بالليل ، فكان نوح ينتهز الفرصة المناسبة لمن يدعوهم ، لكنّهم قابلوا دعوته بالكنود والجحود ، والرفض والفرار منه ، بل كان الرجل يوصي أولاده بعدم الإيمان بنوح عليه السلام .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا} (5)

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا} (5)

ليلا ونهارا : دائما .

فعصاه قومُه ولم يستجيبوا له فقال : يا رب ، لقد دعوتُ قومي لعبادتك ليلاً ونهاراً .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا} (5)

فقال شاكيا لربه : { رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا} (5)

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوۡتُ قَوۡمِي لَيۡلٗا وَنَهَارٗا} (5)

ولما كان صلى الله عليه وسلم أطول الأنبياء عمراً ، وكان{[68630]} قد طال نصحه لهم{[68631]} وبلاؤه بهم ، نبه على ذلك بقوله مستأنفاً : { قال } منادياً لمن أرسله لأنه تحقق أن لا قريب منه غيره ، وأسقط أداة النداء كما هي عادة أهل القرب فقال : { رب } ولما كانت العادة جارية بأن التكرار لا بد أن يؤثر ولو قليلاً ، فكانت مخالفتهم لذلك مما هو أهل لأن يشك فيه ، قال مؤكداً إظهاراً لتحسره وحرقته عليه الصلاة والسلام منهم في تماديهم في إصرارهم على على التكذيب شكاية لحاله إلى الله تعالى واستنصاراً{[68632]} به واستمطاراً للتنبيه على ما يفعل بعد بذله الجهد وتنبيهاً لمن يقص به{[68633]} عليهم هذا وإن كان المخاطب سبحانه عالماً بالسر وأخفى : { إني دعوت } أي أوقعت الدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة { قومي } أي الذين هم جديرون بإجابتي لمعرفتهم بي وقربهم مني وفيهم قوة المحاولة لما يريدون{[68634]} .

ولما كان قد عم جميع الأوقات بالدعاء قال : { ليلاً ونهاراً * } فعبر بهذا عن المداومة .


[68630]:- زيد من ظ وم.
[68631]:- من ظ وم، وفي الأصل: لقومه.
[68632]:- من ظ وم، وفي الأصل: استنصار.
[68633]:- سقط من م.
[68634]:- زيد في الأصل: انتهى، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.