تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا} (29)

24

المفردات :

قضبا : علفا رطبا للدواب كالبراسيم ، وسمّي قضبا لأنه يقضب ، أي يقطع مرة بعد أخرى .

غلبا : واحدها غلباء ، أي ضخمة عظيمة .

الأب : المرعى ، لأنه يؤبّ ، أي يؤمّ وينتجع .

متاعا لكم ولأنعامكم : أنبتناه لكم لتتمتعوا به ، وتنتفعوا وتنتفع أنعامكم .

التفسير :

27 ، 28 ، 29 ، 30 ، 31 ، 32- فأنبتنا فيها حبّا* وعنبا وقضبا* وزيتونا ونخلا* وحدائق غلبا* وفاكهة وأبّا* متاعا لكم ولأنعامكم .

هذه ألوان النّعم التي أنبتها الله من الأرض :

الحب : كالشعير والقمح والذرة ، والفول والترمس .

العنب : وهو معروف .

الضقب : وهو الزرع لذي يقضب مرة بعد مرة ، وهو رطب مثل : البرسيم ، والجتّ وهو القتّ .

الزيتون : منه الأخضر والأسود ، ويعصر منه الزيت فيكون طعاما وشفاء .

النخل : يستفيد الإنسان بالشجرة وبالرطب والبلح ، والسعف والخوص ، وكل شيء في النخلة نافع .

حدائق غلب : بساتين ذات أشجار ضخمة ، ومتكاثفة كثيرة .

الفاكهة : وهي كل ما يتفكّه به من الثّمار ، أي يستمتع به ، كالتفاح والكمثرى والموز والخوخ والتين ونحوها .

الأب : والأب كل ما أنبتت الأرض ، مما لا يأكله الناس ولا يزرعونه ، من الكلأ وسائر أنواع المرعى للحيوان ، مثل العشب والحشيش الذي ترعاه الدواب .

متاعا لكم ولأنعامكم .

جعلنا ذلك متعة وتمتيعا لكم ولأنعامكم ، فاشكروه على آلائه وجزيل عطائه ، فقد ضمن لكم ولأنعامكم الحياة والمتاع ، فسبحانه سخّر الأرض وهيأها لاستقبال الإنسان ، وخلق الإنسان في بطن أمه وجعله يمر بمراحل متعددة إلى الولادة ، ويمر في حياته بمراحل أخرى ، من الطفولة والمراهقة والشباب ، والرجولة والكهولة والشيخوخة ، ويسّر له المطر والنبات والطعام ، والفاكهة والمتاع له ولأنعامه ، فسبحان من كرّم الإنسان ، وسخر له الكون ، وأرسل له الرسل ، وأنزل الكتب ، فسبحانه ، سبحان الله العلي العظيم .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا} (29)

وزيتونا طيِّبا ونخلاً مثمِرا غذاء جيدا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا} (29)

ولما ذكر ما لا يصلح أن يؤكل إلاّ رطباً من غير تأخير ، أتبعه ما لا يفسد بحال لا على أمه ولا بعد القطاف ويصلح بعد القطاف-{[71736]} فيؤكل أو يعصر ، فيكون له دهن للاستصباح والإدهان{[71737]} والائتدام ، وفيه تقوية للعظام والأعصاب ولا يفسده{[71738]} الماء بوجه كما أن العنب يعصر فيكون منه دبس وخل وغيرهما{[71739]} ، ومتى خالطه الماء فسد ، فقال-{[71740]} : { وزيتوناً } يكون فيه مع ما مضى حرافة وغضاضة فيها إصلاح المزاج . ولما ذكر ما لا يفسد وشجره يصبر على البرد ، أتبعه ما هو كالعنب يؤكل على أمه و{[71741]}يقطع فيدخر{[71742]} ، فهو جامع بين التحلي والتحمض بالخل والتفكه{[71743]} والتقوي والتداوي للسم الناقع والسحر الصارع من عجوة المدينة الشريفة وغير ذلك من ثمرة وشجرة ، ولا يصبر شجره على البرد فقال : { ونخلاً * } وكل من هذه الأشجار مخالف للآخر في الشكل والحمل وغير ذلك مع الموافقة في الأرض والسقي .


[71736]:زيد من م.
[71737]:من م، وفي الأصل و ظ: الإدهاء.
[71738]:من م، وفي الأصل و ظ: لا يفسد.
[71739]:من ظ و م، وفي الأصل: نحوهما.
[71740]:زيد من ظ و م.
[71741]:من ظ و م،وفي الأصل: يدخر بعد قطعه.
[71742]:من ظ و م، وفي الأصل: يدخر بعد قطعه.
[71743]:من ظ و م، وفي الأصل: الفكه.