النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{وَزَيۡتُونٗا وَنَخۡلٗا} (29)

{ وزَيْتوناً ونخْلاً * وحدائقَ غُلْباً } فيه قولان :

أحدهما : نخلاً كراماً ، قاله الحسن .

الثاني : الشجر الطوال الغلاظ ، قال الكلبي : الْغلب الغِلاط ، قال الفرزدق :

عَوَى فأَثارَ أغْلَبَ ضَيْغَميّاً *** فَوَيْلَ ابنِ المراغةِ ما استثارا{[3205]}

وفي " الحدائق " ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها ما التف واجتمع ، قاله ابن عباس .

الثاني : أنه نبت الشجر كله .

الثالث : أنه ما أحيط عليه من النخل والشجر ، وما لم يحط عليه فليس بحديقة حكاه أبو صالح .

ويحتمل قولاً رابعاً : أن الحدائق ما تكامل شجرها واختلف ثمرها حتى عم خيرها .

ويحتمل الغُلْب أن يكون ما غلبت عليه ولم تغلب فكان هيناً .


[3205]:البيت من قصيدة يرد بها على جرير ويهجوه. عوى: أي جرير. الأغلب: الأسد. ضيغمي شديد الضغم أي العض. استثاره: بمعنى هاجه. انظر ديوان الفرزدق 1/355.