تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ} (5)

المفردات :

تصلى نارا حامية : تدخل أو تقاسي نارا تناهى حرّها .

عين آنية : بلغت أناها ( غايتها ) في الحرارة .

التفسير :

4 ، 5- تصلى نارا حامية* تسقى من عين آنية .

تصطلى وتحرق بنار قد أحميت لمدة طويلة ، حتى تضاعف حرها ولهيبها ، وإذا اشتاقت إلى التبريد وشرب الماء ليلطّف الحرارة ، فإنها تشرب من عين قد اشتد حرّها .

قال تعالى : وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا . ( الكهف : 29 ) .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ} (5)

الآني : الذي قد انتهى حره ، من الإيناء{[15994]} ، بمعنى التأخير . ومنه ( آنيت وآذيت{[15995]} ) . وآناه يؤنيه إيناء ، أي أحره وحبسه وأبطأه . ومنه " يطوفون بينها وبين حميم آن{[15996]} " [ الرحمن : 44 ] . وفي التفاسير " من عين آنية " أي تناهى حرها ، فلو وقعت نقطة منها على جبال الدنيا لذابت . وقال الحسن : " آنية " أي حرها أدرك ، أوقدت عليها جهنم منذ خلقت ، فدفعوا إليها وردا عطاشا . وعن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : بلغت أناها ، وحان شربها .


[15994]:آنية: متناهية في شدة الحر، من أتى يأتي، كرمى يرمي، وليس من (الإيناء) مصدر آني بمعنى آخر، قال الطبري في تفسير الآية: "تسقى أصحاب هذه الوجوه من شراب عين قد أنى حرها، وبلغ غايته في شدة الحر.
[15995]:أي الحديث في صلاة الجمعة؛ إذ أنه قال لرجل جاء يوم الجمعة يتخطى رقاب الناس: لقد آنيت وآنيت. ومعنى "آنيت": أخرت المجيء وأبطأت. و "آنيت" أي آذيت الناس بتخطيك.
[15996]:آية 44 سورة الرحمن.