اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ} (5)

قوله : { تسقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } . أي : حارة التي انتهى حرُّها ، كقوله تعالى : { بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] ، و«آنِيَة » : صفة ل «عين » ، وأمالها هشام ، لأن الألف غير منقلبة من غيرها ، بل هي أصل بنفسها ، وهذا بخلاف «آنِيَة » في سورة «الإنسان » ، فإن الألف هناك بدل من همزة ، إذ هو جمع : «إناء » فوزنها : «فَاعِلة » ، وهناك «أفعلة » ، فاتحد اللفظ واختلف التصريف ، وهذا من محاسن علم التصريف .

قال القرطبيُّ{[59966]} : «الآني : الذي قد انتهى حرُّه ، من الإيناء بمعنى : «التأخير » ، يقال : أنَّاه يؤنيه إيناءً ، أي : أخره وحبسه وأبطأه ، نظيره قوله تعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمن : 44 ] ، رُوِيَ أنه لو وقعت [ نقطة ]{[59967]} منها على جبال الدنيا لذابت » .


[59966]:الجامع لأحكام القرآن 20/21.
[59967]:في أ: شرارة.