تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

9 ، 10- فذلك يومئذ يوم عسير* على الكافرين غير يسير .

والمراد : اصبر يا محمد على أذاهم ، فأمامهم موقف رهيب ، حين ينفخ في الصور ، فيخرج الناس من قبورهم ، وقد شاهدوا يومئذ يوما عسيرا شديدا ، على الكفار غير سهل .

والمراد أن عسره كامل ، ليس عسيرا من وجه ويسيرا من وجه آخر ، بل هو عسير من جميع الوجوه .

غير يسير : أي : غير سهل ولا ميسر على الكفار ، بل هو يسير على المؤمنين ، حتى يكون كما بين الظهر والعصر ، عسير على الكافرين .

أخرج ابن سعد ، والحكم ، عن بهز بن حكيم قال : أمّنا زرارة بن أوفى فقرأ المدّثر ، فلما بلغ قوله تعالى : فإذا نقر في الناقور . خرّ ميتا فكنت فيمن حمله .

وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن أبي شيبة ، والإمام أحمد ، عن ابن عباس قال : لما نزلت : فإذا نقر في الناقور . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنعم وصاحب الصّور قد التقم القرن ، وحنى جبهته يستمع متى يؤمر ؟ قالوا : كيف نقول يا رسول الله ؟ قال : ( قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل ، وعلى الله توكلنا ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

{ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } لأنهم قد أيسوا من كل خير ، وأيقنوا بالهلاك والبوار . ومفهوم ذلك أنه على المؤمنين يسير ، كما قال تعالى : { يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ } .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم أخبر على من عسره، فقال: {على الكافرين غير يسير} غير هيِّن، ويهون ذلك على المؤمن كأدنى صلاته.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 8]

يعني جلّ ثناؤه بقوله: فَإذَا نُفِخَ فِي الصّورِ، فذلك يومئذ يوم شديد.

عن ابن عباس، في قوله" فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ فَذلكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَيْفَ أنْعَمُ وَصَاحبُ القَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ القَرْنَ وَحَنى جَبْهَتَهُ يَسْتَمعُ مَتى يُؤْمَرُ يَنْفُخُ فِيهِ»، فقال أصحابُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف نقول؟ فقال: «تقولون: حَسْبُنا اللّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، عَلى اللّهِ تَوَكّلْنا.

عن مجاهد، قوله "فإذَا نُقِرَ فِي النّاقُورِ" قال: في الصور، قال: هي شيء كهيئة البوق.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 9]

{فذلك يومئذ يوم عسير} {على الكافرين غير يسير} ذلك اليوم يوم رحمة للمؤمنين، إذ في ذلك اليوم يكرمون، وينالون عظيم الدرجات من ربهم. ولكن عز وجل ذكر ذلك اليوم في غير آية من كتابه والأحوال التي تكون فيه؛ وإن كانت تلك الأحوال تنزل على غير المؤمنين، فمرة سماه واقعة، ومرة حاقة، وإنما يقع العذاب على الكفرة، ويحق عليهم؛ فلذلك سماه عسيرا وإن كان هو عسيرا على فريق فهو يسير على غيرهم.

وجائز أن يكون عسيرا على الخلائق أجمع بعض هول ذلك اليوم؛ يشمل الفرق كلها كما قال: {وترى الناس سكارى} [الحج: 2]. ثم إن المؤمنين تفرج عنهم الأهوال بما يأتيهم من البشارات أو الكرامات عن الله تعالى، ويبقى عسرها على أصحاب النار.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت: فما فائدة قوله: {غَيْرُ يَسِيرٍ} و {عَسِيرٌ} مغن عنه؟ قلت: لما قال: {عَلَى الكافرين} فقصر العسر عليهم قال: {غَيْرُ يَسِيرٍ} ليؤذن بأن لا يكون عليهم كما يكون على المؤمنين يسيراً هيناً، ليجمع بين وعيد الكافرين وزيادة غيظهم، وبشارة المؤمنين وتسليتهم.

ويجوز أن يراد أنه عسير لا يرجى أن يرجع يسيراً، كما يرجى تيسر العسير من أمور الدنيا.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{على الكافرين} أي الذين كانوا يستهينون بالإنذار ويعرضون عنه لأنهم راسخون في الكفر الذي هو ستر ما يجب إظهاره من دلائل الوحدانية، ولما كان العسر قد يطلق على الشيء وفيه يسر من بعض الجهات أو يعالج فيرجع يسيراً، بين أنه ليس كذلك بقوله: {غير يسير} فجمع فيه بين إثبات الشيء ونفي ضده تحقيقاً لأمره ودفعاً للمجاز عنه وتأييداً لكونه ولأنه غير منقطع بوجه، وتقييده بالكافرين يشعر بتيسره على المؤمنين.

   
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

" على الكافرين " أي على من كفر بالله وبأنبيائه صلى الله عليهم " غير يسير " أي ، غير سهل ولا هين ؛ وذلك أن عقدهم لا تنحل إلا إلى عقدة أشد منها ، بخلاف المؤمنين الموحدين المذنبين فإنها تنحل إلى ما هو أخف منها حتى يدخلوا الجنة برحمة الله تعالى . و " يومئذ " نصب ، على تقدير فذلك يوم عسير يومئذ . وقيل : جر بتقدير حرف جر ، مجازه : فذلك في يومئذ . وقيل : يجوز أن يكون رفعا إلا أنه بني على الفتح لإضافته إلى غير متمكن .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ غَيۡرُ يَسِيرٖ} (10)

{ على الكافرين } أي الذين كانوا يستهينون بالإنذار ويعرضون عنه لأنهم راسخون في الكفر الذي هو ستر ما يجب إظهاره من دلائل الوحدانية ، ولما كان العسر قد يطلق على الشيء و-{[69730]} فيه يسر من بعض الجهات أو يعالج فيرجع يسيراً ، بين أنه ليس كذلك بقوله : { غير يسير * } فجمع فيه بين إثبات الشيء ونفي ضده تحقيقاً لأمره ودفعاً {[69731]}للمجاز عنه{[69732]} وتأييداً لكونه ولأنه غير منقطع بوجه ، وتقييده بالكافرين يشعر بتيسره على المؤمنين .


[69730]:زيد من م.
[69731]:من م، وفي ظ: للمجازفة.
[69732]:من م، وفي ظ: للمجازفة.