تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (4)

1

{ على صراط مستقيم }

المفردات :

على صراط مستقيم : طريق قويم ، من عقائد صحيحة وشرائع حقة .

التفسير :

أنت على طريق قويم واضح سهل ميسر وشريعة سهلة سمحة لا تعنت فيها ولا التواء وكتاب واضح في بيان العقيدة والشريعة ، والحق والباطل والحلال والحرام وهذا الكتاب وهذه الشريعة وهي الإسلام بسيطة سهلة يفهمها الأمي والمتعلم وساكن الكوخ وساكن القصر ورجل البادية ورجل المدينة والقرآن يعطي لكل إنسان ما يناسبه والإسلام دين الله المستقيم وقد مدح القرآن الاستقامة .

قال سبحانه : إن الذين قالوا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا . . . ( فصلت : 30 ) .

وفي سورة الفاتحة : اهدنا الصراط المستقيم . ( الفا تحة : 6 ) .

وقال رجل : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا وأقلل فيه لعلي أعيه فقال له صلى الله عليه وسلم : " قل آمنت بالله ثم استقم " . 5

وقال تعالى : وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله . . ( الأنعام : 153 ) .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (4)

ثم أخبر بأعظم أوصاف الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، الدالة على رسالته ، وهو أنه { عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } معتدل ، موصل إلى اللّه وإلى دار كرامته ، وذلك الصراط المستقيم ، مشتمل على أعمال ، وهي الأعمال الصالحة ، المصلحة للقلب والبدن ، والدنيا والآخرة ، والأخلاق الفاضلة ، المزكية للنفس ، المطهرة للقلب ، المنمية للأجر ، فهذا الصراط المستقيم ، الذي هو وصف الرسول صلى اللّه عليه وسلم ، ووصف دينه الذي جاء به ، فتأمل جلالة هذا القرآن الكريم ، كيف جمع بين القسم بأشرف الأقسام ، على أجل مقسم عليه ، وخبر اللّه وحده كاف ، ولكنه تعالى أقام من الأدلة الواضحة والبراهين الساطعة في هذا الموضع على صحة ما أقسم عليه ، من رسالة رسوله ما نبهنا عليه ، وأشرنا إشارة لطيفة لسلوك طريقه .