الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ} (4)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{على صراط} على طريق {مستقيم}: دين الإسلام لأن غير دين الإسلام ليس بمستقيم.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"عَلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" يقول: على طريق لا اعوجاج فيه من الهدى، وهو الإسلام...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعضهم: المستقيم: القائم بالحجج والبراهين، ليس بالهوى كسائر الأديان والسُّبل.

وقال بعضهم: المستقيم: المستوي، أي مستوٍ، على معنى: أن من سلكه أفضاه إلى الله، وبلّغه إلى دار السلام.

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

على طريق الأنبياء الذين تقدموك...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

خبر بعد خبر أو صلة للمرسلين. فإن قلت: أي حاجة إليه خبرا كان أو صلة وقد علم المرسلين لا يكونون إلا على صراط مستقيم؟

قلت: ليس الغرض بذكره ما ذهبت إليه من تمييز من أرسل على صراط مستقيم عن غيره ممن ليس على صفته، وإنما الغرض وصفه ووصف ما جاء به من الشريعة، فجمع بين الوصفين في نظام واحد كأنه قال: إنك لمن المرسلين الثابتين على طريق ثابت.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

المستقيم أقرب الطرق الموصلة إلى المقصد، والدين كذلك؛ فإنه توجه إلى الله تعالى وتولي عن غيره، والمقصد هو الله والمتوجه إلى المقصد أقرب إليه من المولى عنه والمتحرف منه، ولا يذهب فهم أحد إلى أن قوله إنك منهم على صراط مستقيم مميز له عن غيره كما يقال إن محمدا من الناس مجتبى؛ لأن جميع المرسلين على صراط مستقيم، وإنما المقصود بيان كون النبي صلى الله عليه وسلم على الصراط المستقيم الذي يكون عليه المرسلون.

وقوله: {على صراط مستقيم} فيه معنى لطيف يعلم منه فساد قول المباحية الذين يقولون المكلف يصير واصلا إلى الحق فلا يبقى عليه تكليف وذلك من حيث إن الله بين أن المرسلين ما داموا في الدنيا، فهم سالكون سائحون مهتدون منتهجون إلى السبيل المستقيم فكيف ذلك الجاهل العاجز.

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

عبارة عن الشَّريعةِ الشَّريفةِ بكمالها لا عن التَّوحيدِ فقط؛ وفائدتُه بيانُ أنَّ شريعتَه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أقوى الشَّرائعِ وأعدلُها كما يُعرب عنه التَّنكيرُ التَّفخيميُّ والوصفُ إثرَ بيانِ أنَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ من جملة المرسلين بالشَّرائعِ.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أخبر بأعظم أوصاف الرسول صلى اللّه عليه وسلم، الدالة على رسالته، وهو أنه {عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} معتدل، موصل إلى اللّه وإلى دار كرامته، وذلك الصراط المستقيم، مشتمل على أعمال، وهي الأعمال الصالحة، المصلحة للقلب والبدن، والدنيا والآخرة، والأخلاق الفاضلة، المزكية للنفس المطهرة للقلب المنمية للأجر، فهذا الصراط المستقيم، الذي هو وصف الرسول صلى اللّه عليه وسلم، ووصف دينه الذي جاء به، فتأمل جلالة هذا القرآن الكريم، كيف جمع بين القسم بأشرف الأقسام، على أجل مقسم عليه.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

{على صراط مستقيم} خبر ثان ل (إنّ)، أو حال من اسم (إنّ). والمقصود منه: الإِيقاظ إلى عظمة شريعته بعد إثبات أنه مرسل كغيره من الرسل.

و {على} للاستعلاء المجازي الذي هو بمعنى التمكُّن كما تقدم في قوله: {أولئك على هدى من ربهم} في سورة البقرة، وليس الغرض من الإِخبار به عن المخاطب إفادة كونه على صراط مستقيم؛ لأن ذلك معلوم حصوله من الأخبار من كونه أحد المرسلين. فقد علم أن المراد من المرسلين المرسلون من عند الله، ولكن الغرض الجمع بين حال الرسول عليه الصلاة والسلام وبين حال دينه؛ ليكون العِلم بأن دينه صراط مستقيم عِلماً مُستقلاً لا ضِمنياً.

والصراط المستقيم: الهدى الموصل إلى الفوز في الآخرة، وهو الدين الذي بعث به النبي، والخُلُق الذي لَقنه الله، شبه بطريق مستقيم لا اعوجاج فيه في أنه موثوق به في الإِيصال إلى المقصود دون أن يتردد السائر فيه.

فالإِسلام فيه الهدى في الحياتين فمتَّبِعه كالسائر في صراط مستقيم لا حيرة في سيره تعتريه حتى يبلغ المكان المراد.

والقرآن حاوي الدين فكان القرآن من الصراط المستقيم.