جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ} (73)

وقوله { أوْ يَنْفَعُونَكُمْ أوْ يَضُرُّونَ } يقول أو تنفعكم هذه الأصنام، فـيرزقونكم شيئا علـى عبـادتكموها، أو يضرّونكم فـيعاقبونكم علـى ترككم عبـادتها بأن يسلبوكم أموالكم، أو يهلكوكم إذا هلكتـم وأولادكم { قالُوا بَلْ وَجَدْنا آبـاءَنا كَذلكَ يَفْعَلُونَ }. وفـي الكلام متروك استغنـي بدلالة ما ذكر عما ترك، وذلك جوابهم إبراهيـم عن مسألته إياهم { هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إذْ تَدْعُونَ، أوْ يَنْفُعُونَكُمْ أوْ يَضُرُّونَ } فكان جوابهم إياه لا، ما يسمعوننا إذا دعوناهم، ولا ينفعوننا ولا يضرّون، يدلّ علـى أنهم بذلك أجابوه.

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ} (73)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{أو ينفعونكم} في شيء إذا عبدتموها، {أو يضرون}، يضرونكم بشيء إن لم تعبدوها.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وَقَوْلُهُ: {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} يَقُولُ: أَوْ تَنْفَعُكُمْ هَذِهِ الْأَصْنَامُ، فَيَرْزُقُونَكُمْ شَيْئًا عَلَى عِبَادَتِكُمُوهَا، أَوْ يَضُرُّونَكُمْ فَيُعَاقِبُونَكُمْ عَلَى تَرَكِكُمْ عِبَادَتِهَا بِأَنْ يَسْلُبُوكُمْ أَمْوَالَكُمْ، أَوْ يُهْلِكُوكُمْ إِذَا هَلَكْتُمْ وَأَوْلَادَكُمْ.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي هل يقدرون على نفعكم وضرركم إن أرادوا ذلك بكم، أو شاءوا؟ ويحتمل أن يكون ما ذكر أهل التأويل: هل {ينفعونكم} إن عبدتموها، وأطعتموها؟ {أو يضرون} إن عصيتموها؟ فبهتوا، ولم يقدروا على الجواب له سوى ما ذكروا من تقليد آبائهم في ذلك.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

أو ينفعونكم "بشئ من المنافع "أو يضرون "بشئ من المضار!. وإنما قال ذلك، لأن من لا يملك النفع والضر، لا تحسن عبادته، لأنها ضرب من الشكر، ولا يستحق الشكر إلا بالنعم، فمن لا يصح منه الإنعام يقبح شكره، ومن قبح شكره قبحت عبادته.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 72]

وطالَبَهُم بالحجة على ما عابَهم به وقال لِمَ تعبدون ما لا يَسْمَعُ ولا يُبْصِرُ؛ ولا ينفع ولا يَضُرُّ، ولا يُحِسُّ ولا يَشْعُر؟

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 72]

أي قال لهم: هل يسمعون دعاءكم حين تدعونهم فيستجيبوا لكم ببذل معونة أو دفع مضرة؟ ذاك أن الغالب من حال من يعبد غيره أن يلتجئ إليه في المسألة ليعرف مراده إذا سمع دعاءه ثم يستجيب له ببذل المعونة من جلب نفع أو دفع ضر، فإذا كان ما تعبدونه لا يسمع دعاءكم حتى يعرف مقصودكم، ولو عرف ما استطاع مد يد المعونة، فكيف بكم تستسيغون لأنفسكم أن تعبدوا ما هذه صفته؟

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فأقروا أن ذلك كله، غير موجود فيها، فلا تسمع دعاء، ولا تنفع، ولا تضر، ولهذا لما كسرها وقال: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ} قالوا له: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاءِ يَنْطِقُونَ} [ص 593] أي: هذا أمر متقرر من حالها، لا يقبل الإشكال والشك.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

أو عاطفة، أي هل ينفعونكم أو يضرون؟ هل يملكون نفعا أو ضررا، وكأنه يقول لهم إن المعبود يكون موجودا، أو يكون نافعا أو ضارا يعبد رجاء نفعه أو اتقاء ضرره، ولا شيء من ذلك فكيف تعبدونهم؟ إنه ضلال العقل.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 72]

وعلى كل حال، فإنّ إبراهيم لما سمع كلامَهم رشقهم بنبال الإشكال والاعتراض بشدّة، وقمعهم بجملتين حاسمتين جعلهم في طريق مغلق، ف (قال هل يسمعونكم إذ تدعون أو ينفعونكم أو يضرون)؟! إن أقلّ ما ينبغي توفره في المعبود هو أنْ يسمعَ نداء عابده، وأن ينصره في البلاء، أو يضره عند مخالفة أمره!... إلاّ أن هذه الأصنام ليس فيها ما يدلُّ على أن لَها أقلّ إحساس أو شعور أو أدنى تأثير في عواقب الناس، فهي أحجار أو فلزات أو معادن أو خشب لا قيمة لها! وإنّما أعطتها الخرافات هذه الهالة وهذه القيمة الكاذبة!