جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

القول في تأويل قوله تعالى : { أَلَمْ نُهْلِكِ الأوّلِينَ * ثُمّ نُتْبِعُهُمُ الاَخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ } .

قول تعالى ذكره : ألم نهلك الأمم الماضين الذين كذّبوا رسلي ، وجحدوا آياتي من قوم نوح وعاد وثمود ، ثم نتبعهم الاَخرين بعدهم ، ممن سلك سبيلهم في الكفر بي وبرسولي ، كقوم إبراهيم وقوم لوط ، وأصحاب مدين ، فنهلكهم كما أهلكنا الأوّلين قبلهم ، كَذَلك نَفْعَلُ بالمُجْرِمِينَ يقول : كما أهلكنا هؤلاء بكفرهم بي ، وتكذيبهم برسلي ، كذلك سُنّتي في أمثالهم من الأمم الكافرة ، فنهلك المجرمين بإجرامهم إذا طغوا وبغوا وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذّبِينَ بأخبار الله التي ذكرناها في هذه الاَية ، الجاحدين قُدرته على ما يشاء .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَلَمۡ نُهۡلِكِ ٱلۡأَوَّلِينَ} (16)

قرأ جمهور القراء «ثم نتبعُهم » بضم العين على استئناف الخبر ، وقرأ أبو عمرو فيما روي عنه «ثم نتبعْهم » بجزم العين عطفاً على { نهلك } وهي قراءة الأعرج وبحسب هاتين القراءتين يجيء التأويل في { الأولين } ، فمن قرأ الأولى جعل { الأولين } الأمم التي قدمت قريشاً بأجمعها .