جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (57)

القول في تأويل قوله تعالى : { الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ للّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ فِي جَنّاتِ النّعِيمِ * وَالّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذّبُواْ بِآياتِنَا فَأُوْلََئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مّهِينٌ } .

يقول تعالى ذكره : السلطان والمُلك إذا جاءت الساعة لله وحده لا شريك له ولا ينازعه يومئذ منازع وقد كان في الدنيا ملوك يُدعون بهذا الاسم ولا أحد يومئذ يدعي ملكا سواه . يَحْكُمُ بَيْنهُمْ يقول : يفصل بين خلقه المشركين به والمؤمنين . فالّذين آمَنُوا بهذا القرآن ، وبمن أنزله ، ومن جاء به ، وعملوا بما فيه من حلاله وحرامه وحدوده وفرائضه في جَنّاتِ النعيم يومئذ . والّذِينَ كَفَرُوا بالله ورسوله ، وكَذّبُوا بآيَات كتابه وتنزيله ، وقالوا : ليس ذلك من عند الله ، إنما هو إفك افتراه محمد وأعانه عليه قوم آخرون فأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ يقول : فالذين هذه صفتهم لهم عند الله يوم القيامة عذاب مهين ، يعني عذاب مذلّ في جهنم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِـَٔايَٰتِنَا فَأُوْلَـٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (57)

{ والذين كفروا بآياتنا فأولئك لهم عذاب مهين } وإدخال الفاء فيخبر الثاني دون الأول تنبيه على أن إثابة المؤمنين بالجنات تفضيل من الله تعالى ، وأن عقاب الكافرين مسبب عن أعمالهم فلذلك قال { لهم عذاب } ولم يقل هم عذاب .