التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ} (8)

ثم وصف - سبحانه - هذه النار بصفة ثالثة فقال : { إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } أي : إن هذه النار من صفاتها - أيضا - أنها مطبقة ومغلقة عليهم ، بحيث لا يستطيعون الخروج منها ، فقوله { مُّؤْصَدَةٌ } اسم مفعول من قولك : أوصدت الباب ، إذا أغلقته بشدة ، بحيث لا يستطاع الخروج منه .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّهَا عَلَيۡهِم مُّؤۡصَدَةٞ} (8)

هذه جملة يجوز أن تكون صفة ثالثة ل { نار اللَّه } [ الهمزة : 6 ] بدون عاطف ، ويجوز أن تكون مستأنفة استئنافاً ابتدائياً وتأكيدها ب ( إنّ ) لتهويل الوعيد بما ينفي عنه احتمالَ المجاز أو المبالغة .

وموصدة : اسم مفعول من أوصد الباب ، إذا أغلقه غلقاً مطبقاً . ويقال : آاصد بهمزتين إحداهما أصلية والأخرى همزة التعدية ، ويقال : أصَدَ الباب فعلاً ثلاثياً ، ولا يقال : وصَد بالواو بمعنى أغلق .

وقرأ الجمهور : { موصدة } بواو بعد الميم على تخفيف الهمزة ، وقرأه أبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم ويعقوب وخلف بهمزة ساكنة بعد الميم المضمومة .

ومعنى إيصادها عليهم : ملازمة العذاب واليأسُ من الإِفلات منه كحال المساجين الذين أغلق عليهم باب السجن تمثيلَ تقريب لشدة العذاب بما هو متعارف في أحوال الناس ، وحالُ عذاب جهنم أشد مما يبلغه تصور العقول المعتاد .