التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وقوله - سبحانه - : { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } بيان للأسباب التى أوصلتهم إلى هذا النعيم الكبير .

ولفظ { جَزَآءً } منصوب على أنه مفعول لأجله لفعل محذوف ، أى : أعطيناهم هذا العطاء الجزيل ، جزاء مناسبا بسبب ما كانوا يعملونه فى الدنيا من أعمال صالحة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

و : { جزاء بما كانوا يعملون } أي هذه الرتب والنعم هي لهم بحسب أعمالهم ، لأنه روي أن المنازل والقسم في الجنة ، هي مقتسمة على قدر الأعمال ، ونفس دخول الجنة هو برحمة الله وفضله لا بعمل عامل ، فأما هذا الفضل الأخير أن دخولها ليس بعمل عامل ، ففيه حديث صحيح ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يدخل أحد الجنة بعمله قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا ، إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة »{[10897]} .


[10897]:أخرجه البخاري في الرقاق والمرضى، ومسلم في المنافقين، وابن ماجه في الزهد، والدارمي في الرقاق، وأحمد في مواضع كثيرة من مسنده، ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لن ينجي أحدا منكم عمله)، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته، سدّدوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا)، وفي البخاري أيضا عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(سدّدوا وقاربوا واعلموا أن لن يُدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل).
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ} (24)

وانتصب { جزاء } على المفعول لأجله لفعل مقدر دل عليه قوله : { المقربون } [ الواقعة : 11 ] ، أي أعطيناهم ذلك جزاء ، ويجوز أن يكون { جزاء } مصدراً جاء بدلاً عن فعله ، والتقدير : جازيناهم جزاءً .

والجملة على التقديرين اعتراض تفيد إظهار كرامتهم بحيث جعلت أصناف النعيم الذين حُظُوا به جزاء على عمل قدّموه وذلك إتمام لكونهم مقربين .